27

The Path to Islam

الطريق إلى الإسلام

Penerbit

دار بن خزيمة

Nombor Edisi

الثانية

Genre-genre

الوجود يسطع لعينيه - كما قلت - بأهواله، ومخاوفه، وروانقه، ومباهره، ولم يكن هناك من الأباطيل ما يحجب ذلك عنه، فكان لسان حال ذلك السر الهائل يناجيه: ها أنا ذا، فمثل هذا الإخلاص لا يخلو من معنى إلهي مقدس، فإذا تكلم هذا الرجل فكل الآذان برغمها صاغية، وكل القلوب واعية، وكل كلام ما عدا ذلك هباء، وكل قول جفاء". إلى أن قال: "إذًا فلنضرب صفحًا عن مذهب الجائرين أن محمدًا كاذب، ونعد موافقتهم عارًا، وسبة، وسخافة، وحمقًا؛ فلنربأ بأنفسنا عنه". إلى أن قال: "وإن دينًا آمن به أولئك العرب الوثنيون، وأمسكوه بقلوبهم النارية لجدير أن يكون حقًا، وجدير أن يصدق به. وإنما أودع هذا الدين من القواعد هو الشيء الوحيد الذي للإنسان أن يؤمن به. وهذا الشيء هو روح جميع الأديان، وروح تلبس أثوابًا مختلفة، وأثوابًا متعددة، وهي في الحقيقة شيء واحد. وبإتباع هذه الروح يصبح الإنسان إمامًا كبيرًا لهذا المعبد الأكبر - الكون - جاريًا على قواعد الخالق، تابعًا لقوانينه، لا مجادلًا عبثًا أن يقاومها ويدافعها. لقد جاء الإسلام على تلك الملل الكاذبة، والنحل الباطلة، فابتلعها، وحق له أن يبتلعها؛ لأنه حقيقة، وما كان يظهر الإسلام حتى احترقت فيه وثنيات العرب، وجدليات النصرانية، وكل ما لم يكن بحق؛ فإنها حطب ميت". إلى أن قال: "أيزعم الأفَّاكون الجهلة أنه مشعوذ ومحتال؟

1 / 27