25

The Path to Islam

الطريق إلى الإسلام

Penerbit

دار بن خزيمة

Nombor Edisi

الثانية

Genre-genre

وبعد، فعلى من أراد أن يبلغ منزلة ما في علوم الكائنات ألا يصدق شيئًا البتة من أقوال أولئك السفهاء؛ فإنها نتائج جيل كفر، وعصر جحود وإلحاد، وهي دليل على خبث القلوب، وفساد الضمائر، وموت الأرواح في حياة الأبدان. ولعل العالَم لم ير قط رأيًا أكفر من هذا وأَلأَم، وهل رأيتم قط معشر الإخوان، أن رجلًا كاذبًا يستطيع أن يوجد دينًا وينشره علنًا؟ والله إن الرجل الكاذب لا يقدر أن يبني بيتًا من الطوب؛ فهو إذا لم يكن عليمًا بخصائص الجير، والجص، والتراب، وما شاكل ذلك - فما ذلك الذي يبنيه ببيت، وإنما هو تل من الأنفاق، وكثيب من أخلاط المواد. نعم، وليس جديرًا أن يبقى على دعائمه اثني عشر قرنًا يسكنه مائتا مليون من الأنفس، ولكنه جدير أن تنهار أركانه، فينهدم؛ فكأنه لم يكن". إلى أن قال: "وعلى ذلك، فلسنا نَعُدُّ محمدًا هذا قط رجلًا كاذبًا متصنعًا، يتذرع بالحيل والوسائل إلى بغيته، ويطمح إلى درجة ملك أو سلطان، أو إلى غير ذلك من الحقائر. وما الرسالة التي أدَّاها إلا حق صراح، وما كلمته إلا قول صادق. كلا، "ما محمد بالكاذب"، ولا المُلفِّق، وهذه حقيقة تدفع كل باطل، وتدحض حُجة القوم الكافرين. ثم لا ننسى شيئًا آخر، وهو أنه لم يتلق دروسًا على أستاذ أبدًا، وكانت صناعة الخط حديثه العهد إذ ذاك في بلاد العرب - وعجيب وأيم الله أُمِّيَةَ العرب - ولم يقتبس محمد من نور أي إنسان آخر، ولم يغترف من مناهل غيره، ولم يكن

1 / 25