وكان جَمعَ الحكيم، موفق الحكماء أبو ظاهر البرخشي، الواسطي الأبيات التي كتبها على التقاويم في مدى السنين، فطالعت المجموع وقد أحضره يومًا بالهمامية سنة أربع وخمسين وخمس مئة عندي فوجدت فيه للأمير أحمد، بن أبي الفتوح:
دواءٌ إلى صحّةٍ يُعْقِب ... وعافيةٌ عنك لا تذهَبُ
شرِبتَ دواءً وكان الشِّفا ... ءُ فيما شرِبْتَ وما تشرَبُ
وعُكِتَ ويُوعَكُ في خِيسِه ... على عِزّهِ الأسدُ الأغلبُ
فما غيَّرَتْ وَعكةٌ بأسَهُ ... ولا كَلَّ نابٌ ولا مِخْلَبُ
وقد يَصْدَأ المَشْرَفِيُّ الحُسا ... مُ وما فُلَّ حدٌّ ولا مَضْرِبُ
وكتب لي بخطه، وأنشدني القاضي العدل عمر بن الحسين الباسيسي - وهو عدل شاه بالغراف - القصيدة التي كتبها الأمير أحمد بن أبي الفتوح إلى الشيخ أبي محمد القاسم، بن علي الحريري صاحب المقامات بالبصرة والقصيدة التي كتبها الحريري جوابًا عنها. قال ابن الباسيسي: سمعتهما من الأمير أحمد، بن أبي الفتوح بالغراف وقرأتهما عليه.