جعل ابن عم (^١) له يقال له قابض (^٢) بن عبد الله على رأس الهضبة، وقال: انظر فإن شخص لك شيء فأعلمناه. فقال عبد الله أخو توبة له: يا توب إنك حائن (^٣) أذكّرك اللّه إلّا نجوت، فو اللّه ما رأيت يومًا أشبه بسمرات بني عوف يوم أدركناهم وساعتهم التي أتيناهم فيها منه، فانج إن كانت بك نجاة (^٤)!
ثم إن القوم لحقوهم فحمل أوّلهم حتى غشوا توبة، وفزع توبة وأخوه فقام إلى فرسه فغلبته أن يلحقها، فحلّى طريقها، وغشيه الرجل فاعتنقه، فصرعه توبة وهو مدهوش قد لبس الدرع على السيف، فانتزعه ثم أهوى به ليزيد بن رويبة (^٥) فاتقاه بيديه فقطع منها، وجعل يزيد يناشده الرحم، وغشى القوم توبة من ورائه فضربوه حتى قتلوه، وعلقهم عبد الله بن الحمير يطعنهم بالرمح حتى انكسر.
فلما فرغوا من توبة مالوا على عبد الله أخيه فقطعوا رجله فجعل يقول:
هلمّ (^٦). ولم يشعر القوم أنهم قطعوا رجله، وانصرف القوم.