حلمة ثديه، وصرعه، وجال القوم وغشوهم فوضعوا فيهم السلاح حتى تركوهم صرعى، وهم تسعة نفر (^١).
ثم أن ثورًا قال: انزعوا هذا السهم عني. فقال توبة: ما وضعناه مكانه لننزعه! وقال أصحاب توبة لتوبة: انج فخذ آثارنا (^٢) لنلقى راويتنا، فقد متنا عطشًا. فقال توبة: وكيف بأولى القوم الذين لا يمنعون ولا يمتنعون؟ قالوا:
أبعدهم الله. قال: ما أنا بفاعل، وما هم إلا عشيرتكم، ولكن تأتى (^٣) الراوية فأضع لهم ماء، وأغسل دماءهم وأخيل عليهم من السباع والطير لا تأكلهم حتى أوذن بهم بعض قومهم (^٤).
فأقام توبة حتى أتتهم الراوية قبل الليل، فسقاهم من الماء وغسل عنهم الدماء، وجعل في أساقيهم ماء، ثم خيل عليهم بالثياب على الشجر (^٥)، ومضى حتى طرق من الليل سارية فقال: إنا قد تركنا رهطًا من قومكم بالسمرات من قرون بقر (^٦) فأدركوهم، فمن كان حيًا فداووه، ومن كان ميتًا فادفنوه. ثم انصرف ولحق بقومه.
فصبح سارية القوم فاحتملهم، وقد مات ثورٌ ولم يمت غيره.
ولم يزل توبة لهم خائفًا، فكان السليل بن ثور المقتول راميًا كثير الشر والبغى، فأخبر بغرة من توبة، وهو بقنة لهم من قنان السّر وسرو لبن (^٧)،