The Multiplicity of Caliphs and the Unity of the Ummah: Jurisprudence, History, and Future

Mohamed Kheldoun Maleki d. Unknown
88

The Multiplicity of Caliphs and the Unity of the Ummah: Jurisprudence, History, and Future

تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا

Genre-genre

وطلحة - إن قَدِمَ - وأحضر عبد الله بن عمر ولا شيء له من الأمر، وقُم على رؤوسهم فإن اجتمع خمسة، ورضوا رجلًا وأبى واحد فاشدخ رأسه، أو اضرب رأسه بالسيف، وإن اتفق أربعة فرضوا رجلًا منهم وأبى اثنان فاضرب رؤوسهما، فإن رضي ثلاثةٌ رجلًا منهم، وثلاثةٌ رجلًا منهم فحكِّموا عبد الله بن عمر فأيَّ الفريقين حكم له، فليختاروا رجلًا منهم، فإن لم يرضوا بحكم عبد الله بن عمر فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف، واقتلوا الباقين، إن رغبوا عما اجتمع عليه الناس. فلما دفن عمر ﵁ جمع المقدادُ أهلَ الشورى، وهم خمسة معهم ابن عمر، وطلحة غائب، وأمروا أبا طلحة أن يحجبهم، فقال عبد الرحمن: «أيكم يخرج منها نفسه ويتقلدها على أن يوليها أفضلكم؟» فلم يجبه أحد (١) فقال: «فأنا أنخلع منها» (٢) فقال عثمان ﵁: أنا أول من رضي فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «أمين في الأرض أمين في السماء» (٣)، فقال القوم: قد رضينا - وعلي ﵁ ساكت - فقال: ما تقول يا أبا الحسن؟ قال: أعطني موثقًا لَتُؤثِرنَّ الحقَ ولا تتبع الهوى ولا تخص ذا رحم ولا تألو الأمة (٤). فقال: أعطوني مواثيقكم على أن تكونوا معي على من بدَّل وغيَّر، وأن ترضوا من اخترت لكم، عليَّ ميثاقُ الله ألا أخص ذا رحم لرَحِمِه ولا آلو المسلمين. فأخذ منهم ميثاقًا وأعطاهم مثله. فقال لعلي ﵁: إنك تقول إني أحق من حضر بالأمر لقرابتك وسابقتك وحسن أثرك في

(١) ما جاء عند الطبري يُفهم منه أن سبب سكوتهم هو التنافس على الخلافة، ولكن ما جاء في التمهيد والبيان للمالقي: ص ٢٩ يُظهر أنَّ سببه هو الضيق من تولي مسؤولية اختيار الخليفة وليس الحرص عليها. (٢) في رواية أخرى عند الطبري في تاريخه: ٢/ ٥٨٥ قال: فإني أخرج نفسي وابن عمي. وانظر: التمهيد والبيان للمالقي: ص ٢٦، و: ص ٢٩. وتاريخ الخلفاء للسيوطي: ص ١٣٥. ونيل الأوطار للشوكاني: ٦/ ١٥٨ وما بعدها كتاب الوصايا، باب وصية من لا يعيش مثله. (٣) المستدرك على الصحيحين: ٣/ ٣٥٠ رقم (٥٣٥٤) عن علي ﵁ بلفظ: «عن علي ﵁ أن عبد الرحمن بن عوف قال لأصحاب الشورى: هل لكم أن أختار لكم وانتقل منها فقال علي ﵁: أنا أول من رضي فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول لك: أنت أمين في أهل السماء أمين في أهل الأرض» قال الحافظ الذهبي في التلخيص: أبو المعلى هو فرات بن السائب تركوه. ومسند البزار: ٢/ ١١٣ رقم (٤٦٦) عن ابن عمر ﵁ قال سمعت علي بن أبي طالب ﵁ يقول لعبد الرحمن بن عوف ﵁: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إنك أمين في السماء أمين في الأرض» وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد من هذا الوجه وأبو المعلى اسمه فرات بن السائب. السنة لابن أبي عاصم: ٢/ ٦١٦ رقم (١٤١٥) بلفظ قريب من سابقه وفيه أبو المعلى. (٤) قال علي ﵁ هذا لأن عبد الرحمن بن عوف ﵁ صهر عثمان ﵁. كما ذكر الطبري في نفس الموضع.

1 / 87