The Messengers and the Messages

Omar Suleiman al-Ashqar d. 1433 AH
168

The Messengers and the Messages

الرسل والرسالات

Penerbit

مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع،الكويت،دار النفائس للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الرابعة

Tahun Penerbitan

١٤١٠ هـ - ١٩٨٩ م

Lokasi Penerbit

الكويت

Genre-genre

النظر في أحوال الأنبياء إذا شئت أن تسبر غور إنسان، وتتعرف على صدقه وأمانته، فإنّك تنظر في قسمات وجهه، وتحصي عليه أفعاله وأقواله، وتراقب حركاته وسكناته، والذين يستغلق عليك أن تصل في شأنهم إلى اليقين هم أولئك الذين لا تقابلهم إلا مقابلة سريعة، أو أولئك الذين يخفون أنفسهم، ويتكلفون في أقوالهم وأفعالهم فلا يظهرون على طبيعتهم. والأنبياء والرسل كانوا يخالطون أقوامهم، ويجالسونهم ويعاشرونهم، ويعاملونهم في أمور شتى، وبذلك يتسنى للناس أن يدرسوهم عن كثب، ويتعرفوا إليهم عن قرب، ولقد كانت قريش تسمي رسول الله ﷺ قبل بعثته بالأمين، وذلك لصدقه وأمانته، وعندما قال لهم الرسول ﷺ في مطلع الدعوة: " لو أخبرتكم أنّ وراء هذا الوادي خيلًا تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟ قالوا: ما جربنا عليك كذبًا " (١) . وقد أرشد القرآن إلى هذا النوع من الاستدلال (قُل لَّوْ شَاء اللهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) [يونس: ١٦] . يقول لهم: لقد مكثت فيكم زمنًا ليس باليسير قبل أن أخبركم بأنني نبي، فكيف كانت سيرتي فيكم؟ وكيف كان صدقي إيّاكم؟ أفأترك الكذب على الناس، وأكذب على ربّ الناس، (أفلا تعقلون)؟ ألا تعملون عقولكم لتتهديكم إلى الحق؟! .

(١) رواه البخاري: (٤٧٧٠)، ومسلم: (٢٠٨) (٣٥٥) من حديث ابن عباس. وانظر «جامع الأصول»: ٢/٢٨٦-٢٨٨ (٧٣٩) .

1 / 197