26

The Merits of Sharia and the Drawbacks of Secular Laws

محاسن الشريعة ومساويء القوانين الوضعية

Penerbit

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Nombor Edisi

العدد الأول-السنة السادسة-١٣٩٣هـ

Tahun Penerbitan

١٩٧٣م

Genre-genre

وفاتهم الْمَسَاكِين أَن تشريع الله لخلقه أرْحم وأرأف وألطف من تشريع المستعمر لَهُم. وَلَقَد كَانَ مُشْرِكُوا مَكَّة أَعقل مِنْهُم وَإِن كَانَت فِي دَعْوَى عصبية إِذْ قَالَ صَفْوَان: لِأَن يريني رجل من قُرَيْش يَعْنِي رَسُول الله ﷺ خير من أَن يريني رجل من هوَازن. وَأَيْضًا فاتهم أَنه الْحَلِيم قد يقسوا رَحْمَة بِمن يرحمهم كَقَوْل الشَّاعِر: قسى ليزدجروا وَمن يَك حازما ... فليقس أَحْيَانًا على من يرحم وَإِنَّا لنورد مُقَارنَة بَين الشَّرِيعَة والقانون فِيمَا اعتبروه قسوة الْمُقَارنَة:
أَولا _فِي قطع يَد السَّارِق: يرى دعاة القانون أَن قطع يَد السَّارِق وحشية وغلظة وَلَا يُسَايِر الحضارة والمدنية الحديثة لِأَن المجرم مَرِيض فِي الْمُجْتَمع وَيجب أَن نعالجه. وَالْجَوَاب على ذَلِك من وُجُوه: أَولا: وَمن قريب مَا أجَاب بِهِ جلالة الْملك فيصل حفظه الله فِي مؤتمر صحفي بأمريكا لما سُئِلَ هَل لَا زلتم تقطعون يَد السَّارِق فِي بِلَادكُمْ ولِمَ؟ فَقَالَ: نعم لَا زلنا نقطع يَد السَّارِق. وَلِأَن الله هُوَ الَّذِي أَمر بذلك. أَي أَنه حكم الله الَّذِي خلقه وَهُوَ أعلم بِمَا يصلحه وَهُوَ أرْحم بِهِ. ثَانِيًا: بِمَا وَقع على جَوَاب من سلفهم حينما قَالَ أَبُو الْعَتَاهِيَة: يَد بِخمْس مئين عسجد وديت ... مَا بالها قطعت فِي ربع دِينَار

1 / 45