The Lies of the Gospel of Matthew
افتراءات إنجيل متى
Genre-genre
مقدمة
لاجدال أن وفاة الملك هيرودس أنتيباتر قبل ميلاد السيد المسيح بعام أو عامين يفقد إنجيل متى مصداقيته، كما يؤكد شكوك علماء الأناجيل فى حقيقة حدوث روايات الميلاد التى إنفرد بها هذا الإنجيل كظهور نجم الميلاد وزيارة المجوس ومذبحة أطفال بيت لحم وذهاب العائلة المقدسة إلى مصر.
هكذاوضع علماء التاريخ رجال الدين المسيحى فى مأزق لا يحسدون عليه فحتى أواخر القرن الخامس الميلادى كان هناك شبه إجماع بين أباء الكنيسة على أن عام ميلاد السيد المسيح هو العام الثانى قبل الميلاد (٢ ق. م) والأقلية حددت ٣ ق. م ولكن إعتمادًا على ما جاء بإنجيل متى والتسليم بمصداقيته تم تحديد هذا التاريخ بالعام الخامس قبل الميلاد (٥ ق. م). فى أواخر القرن العشرين وبإعادة الحسابات والمعطيات التاريخية أكد علماء التاريخ أن العام الثانى قبل الميلاد هو الأصوب ويجب الرجوع إليه. وعلى الجانب الآخر أكدت إكتشافات (أركيولوجية) تاريخ وفاة الملك هيرودس أنتيباتر المعتمد من قبل وهو العام الرابع قبل الميلاد (٤ ق. م).
وفاة الملك هيرودس قبل ميلاد السيد المسيح يسقط كل ما بناه خيال كاتب إنجيل متى الخصب من أحداث إنفرد بها ليس فقط عن باقى كتاب الأناجيل بل أيضًا عن المؤرخين التاريخيين الذى عج بهم عصر الميلاد.
وبغض النظر عن الأدلة التاريخية أليس من المنطق النظر بعين الشك والإرتياب فى الأحداث أحادية الشاهد وفردية الراصد؟
من الواضح الجلى أن ولع وإهتمام إنجيل متى بنصوص أنبياء العهد القديم هو الذى أوحى إليه بأحداث الميلاد، فكوكب النبى (بلعام) ومذبحة أطفال العبرانيين التى قام بها (ملك مصر) ومجئ بنى إسرائيل إلى مصر وخروجهم منها، إمتزجت مع القصص الأسطورية التى تروى عن ميلاد الزعماء والعظماء، وصنع منها الإنجيل تلك الروايات الخرافية التى طالما رفضها علماء الأناجيل فى الجامعات الأوروبية
1 / 2
والأمريكية ومنهم على سبيل المثال لا الحصر (ريموند براون) Raymond E Brown يحمل ٢٤ دكتوراه فخرية وجاندر وجيزا ووليم باركلى ور. ت. فرانس.
التحليل النصي لإنجيل متى يظهر أنه أقتبس ٩٠% من محتوى إنجيل مرقس و١٢٨ عبارة من نصوص العهد القديم ولكنه لم يتحل بالأمانة العلمية فى الحالتين حيث لجأ إلى الحذف والأقتطاع تارة والإضافة والتحريف تارة أخرى لتحقيق هدفه من كتابة إنجيله ألا وهو إثبات أن يسوع الناصرى (عيسى ﵇ هو المسيح المنتظر. إن قيام كاتب إنجيل متى بإقتباس هذا الكم الكبيرمن إنجيل مرقس يدل علي أنه ليس لديه مايكتبه، وإقدامه على التعديل في النصوص التى إقتبسها دلالة على عدم إيمانه بمصداقيتها وواقعيتها. اخيرا يحسب لكاتب إنجيل متى انه لم يدَع على الاطلاق وجود وحى أملاه ماكتبه أونزول الروح القدس لإرشاده، وكانت هذه الفضيلة الوحيدة لكاتب هذا الإنجيل.
د. بهاء النحال
٢٠١١
1 / 3
إنجيل متى
من يطالع إنجيل متى يدرك للوهلة الأولى أنه إنفرد بذكر مجموعة من الروايات والأحداث لم يشر إليها باقى الأناجيل. وجود هذه الإنفرادات لهذا الإنجيل هل وراءها مجهود فائق لتجميع مادة تاريخية وتراثية أم خيال خصب وقدرة على التلفيق ولى الحقائق وتزييف التاريخ؟
إنجيل متى يحتوى على ١٠٧٠ عبارة:
٦٠٦ عبارة مستعارة من إنجيل مرقس
١٢٨ عبارة من نصوص التوراة وأنبياء بنى إسرائيل (العهد القديم)
من الواضح أن كاتب إنجيل متى إعتمد على النقل من إنجيل مرقس والإقتباس من نصوص العهد القديم ولم يكلف نفسه عناء التقصى عن الحقائق التاريخية وزيارة المدن التى جرت فيها الأحداث وأجرى السيد المسيح معجزاته وألقى فيها عظاته.
ما أنتجه خيال كاتب إنجيل متى:
كاتب هذا الإنجيل عند تحريره للإنجيل وضع نصب عينيه هدفًا هو تطويع وتشكيل حياة يسوع الناصرى لتطابق صورة المسيح كما رسمتها نصوص أنبياء العهد القديم. ومن الناحية الأخرى قام بتحريف وتشويه نصوص العهد القديم وإقحامها فى أحداث لا تمت لها بصلة، لإثبات أن ما يحدث ليسوع الناصرى قد تنبأ به أنبياء بنى إسرائيل من قبله بمئات السنين.
1 / 4
١) مذبحة أطفال بيت لحم.
٢) نجم بيت لحم يسير بسرعة الحمار.
٣) الذهاب والعودة من مصر.
٤) هل يسوع من نسل داود الملك.
٥) إنجيل متى وعذراء النبى إشعياء.
٦) يسوع فى القبر ويونان النبى.
٧) الثالوث المقدس ... من أضافه للإنجيل.
٨) بعث القديسين ودخولهم مدينة أورشليم.
٩) بطرس والكنيسة والصخرة.
1 / 5
مذبحة أطفال بيت لحم
تروى التوراة قصة تربص فرعون ملك مصر بالنبى موسى عند مولده، فأمر بقتل الاطفال الرضع للعبرانيين. هذه القصة ألهمت خيال كاتب إنجيل متى فنسج على منوالها قصة ترقب هيرودس ملك فلسطين ولادة يسوع فى (بيت لحم) وقيامه بذبح الأطفال من عمر سنتين فما دون كذلك ورد فى الفلكلور اليهودى (ألأجادة) أن الملك نيمرود قد حذره الفلكيين من طفل سيولد يهدد ملكه فقام بمذبحة ضد الأطفال وتم إخفاء النبى إبراهيم فى كهف لمدة ٣سنوات.
هذه المذبحة أكذوبة كبرى للأسباب التالية:
١. المؤرخون الذين أحصوا آثام الملك هيرودس من قتله لثلاثة من أولاده (ارستوبولس وإسكندر وأنتيباتر) وزوجته مريمنة المكابية وأمها إسكندرة إلى صهره كوستبار، لم يشر أحدهم إلى إرتكابه مذبحة ضد اطفال بيت لحم.
٢. الأناجيل الأخرى لوقا ومرقص ويوحنا خلت تماما من ذكرأية أخطار أو تهديد لحياة يسوع فى طفولته او حدوث مذبحة اطفال بيت لحم.
٣. الدليل التاريخى: موت الملك هيرودس قبل ميلاد السيد المسيح.
تاريخ ميلاد السيد المسيح
شهادة أباء الكنيسة الأوائل:
الأب ترتليان: Tertullian ١٦٠ م: ٢٢٠م
فى كتابه أجوبة لليهود Answer To Jews ذكر أن الميلاد تم فى السنة الواحدة والاربعين (٤١) من حكم اغسطس قيصر الذى بدأ فى ١٩ أغسطس عام ٤٣ق. م. وعلى ذلك يكون ميلاد المسيح تم فى عام ٢ ق. م.
1 / 6
الأب إرينيوس: Irenaeus ١٨٠ م
يتفق مع الأب ترتليان فى ان الميلاد حدث فى السنة (٤١) من حكم اغسطس قيصر وأن الميلاد تم فى ٢ ق. م.
الأب اوريجين: Origen ٢٤٥ م
أشار إلى أن حكم أغسطس قيصر إمتد إلى ٥٦ عاما منهم ١٥ عاما بعد ميلاد المسيح وحيث أن أغسطس قيصر توفى عام ١٤م فإن الميلاد يكون فى ٢ ق. م.
الأب كليمنت السكندرى: ١٥٠م: ٢١٥م
ذكر فى كتابه Stromata (المجلد الأول ص ٢١) أن بين ميلاد المسيح وموت الإمبراطور كومودوس commodus ١٩٤ عاما وشهر و١٣ يوم، وقد قتل هذا الإمبراطور فى ٣١ ديسمبر عام ١٩٢م ويكون الميلاد فى ١٨ نوفمبر ٣ق. م وهو يقابل ٦ يناير ٢ق. م فى التقويم المصرى طبقا للحسابات التى أجراها كونرادين فرارى دى. أوكسيبو. كذلك أشار إلى ان الميلاد تم فى السنة الثامنة والعشرين من حكم أغسطس قيصر لمصر أى بعد إنتحار كليوباترا فى شهر أغسطس عام ٣٠ق. م وبذلك يكون الميلاد فى ٢ق. م.
الأب يوليوس أفريكانوس: Julius Africanus
فى كتابه Chronographies ذكر أن الميلاد حدث بعد ٥٥٠٠ عام من خلق آدم، وعام الميلاد هذا وافق العام الثانى بعد (١٩٤) اوليمبياد أى ٢ق. م.
الأب يوسابيوس: Eusepius
أول من وضع الميلاد فى السنة الثانية والأربعين (٤٢) من حكم أغسطس قيصر ولكنه ذكر ان حكم أغسطس قيصر إمتد ٥٧ عاما. ويحدد للميلاد ٢ق. م.
1 / 7
الأب أبولليناروس: Apollinarius
ذكر أن بين ميلاد المسيح إلى السنة الثامنة من حكم كلوديوس قيصر Cloudius ٤٩ عاما وهذا الإمبراطور بدأ الحكم فى ٢٥ يناير عام ٤١م أى أن العام الثامن بدأ فى يناير ٤٨ وعلى ذلك يكون الميلاد ٢ق. م.
الأب أوروسيوس: Orosius إختار التقويم الرومانى حيث إعتبر الميلاد تم فى عام ٧٥٢ من تأسيس مدينة روما وهذا يقابل عام٢ق. م ... كذلك الأب جيروم والأب جون كريزوستوم والأب ابيفانيوس والأب فوتيوس بطريرك القسطانطينية والاباء السريان فى مؤلفهم (the chronicon cyrianicum والمؤرخ اليونانى زوناراس.
شهادة إنجيل لوقا:
يقول إنجيل لوقا فى الإصحاح الثالث (وفى السنة الخامسة عشر من سلطنة طيباريوس قيصر ..... إبتدأ يسوع كان له نحو ٣٠ سنة)
أى أن يسوع بلغ ٣٠ عاما فى السنة الخامسة عشر من حكم طيباريوس الذى بدأ حكمه فى ١٤م طبقاللمؤرخين (:تاسيتوس، سوتونيوس، بلينى الكبير، ديون كاسيوس، فيلو، يوسيفوس.) بعد وفاة زوج أمه أغسطس قيصر أى فى ٢٩م ويكون الميلاد فى عام ٢ق. م.
شهادة علماء الأناجيل فى القرن العشرين:
١ - جاك فاينجان: Finegan
فى كتابه ١٩٩٨ Hand book of Billical chronology حدد الميلاد فى١٥يناير العام ٢ق. م والوفاة ٣٣م وبداية الرسالة٢٩م وميلاد يوحنا ٣ق. م
1 / 8
٢ - فيلمر: W.E.Filmer
فى مقاله «The year of Christ Birth corrected الذى نشرته مجلة ... The national message magazine
إعتمد ٢ق. م تاريخا للميلاد.
٣ - سوزان كارول: Suzan S Carrol
أشارت إلى ان ٢ق. م هو عام الميلاد. ... ٤كنيسة Marnatha أصدرت بحثا تحت عنوان (اعادة تحديد ميلاد المسيح) ١٩٩٨ حددت فيه ٣ق. م عاما للميلاد ... ٥دكتور: إرنست ل. مارتين فى كتابه (نجم بيت لحم) ذكر ان ٣ق. م عام الميلاد
تاريخ وفاة الملك هيرودس الكبير:
يقدم المؤرخ يوسيفوس معطيات لتحديد عام وفاة الملك هيرودس فيشير إلى أن الملك هيرودس تم تنصيبه ملكا فى روما عام ٤٠ ق. م وأنه تولى الحكم فعلا بعد قتل أنتيجون والإستيلاء على أورشليم عام ٣٧ ق. م وأنه توفى بعد تنصيبه ملكا بسبعة وثلاثون عاما (٣٧ عاما) وبعد إستيلائه على أورشليم بأربعة وثلاثون عاما (٣٤ عام) ماسبق يعطى ٤ق. م تاريخا للوفاة.
ويشير يوسيفوس إلى حدوث خسوف للقمر قبل الوفاة وعيد للفصح بعد الوفاة،
بالرجوع إلى سجلات خسوف القمر لوكالة ناسا للفضاء وجد أن هناك خسوفين فى عام ٤ق. م وحدثا فى ١٣ مارس و٥ سبتمبر. وكان عيد الفصح فى ذلك العام قد وافق ١١ إبريل. وبذلك يكون الخسوف الذى حدث فى ١٣ مارس هو المتفق مع ما ذكره يوسيفوس.
تم تحديد عام وفاة الملك هيرودس أيضا بإستعمال تاريخ إنتهاء ولاية خلفائه فى الحكم (ثلاثه من أولاده) وفترات بقائهم فى الحكم.
1 / 9
- هيرودس أرخيلاوس: تم عزله عام ٦م بعد حكم دام ١٠ سنوات ويكون بداية حكمه ٤ق. م.
- هيرودس أنتيباس: حكم الجليل ٤٣ عاما وتم عزله فى صيف ٣٩م أى أنه بدأ عام ٤ق. م.
- هيرودس فيلبس: مات فى ١٩ اغسطس عام ٣٣م بعد حكم دام ٣٧ عاما أى أن بداية حكمه ٤ق. م.
محاولات إقتراح تاريخا مختلفا عن ٤ق. م لوفاة الملك هيرودس سيحدث مشاكل لا حل لها مع الثابت من تواريخ حكم أولاده الذين خلفوه T.D.Barnes١٩٦٨. ... العثور على عملات معدنية صكها أولاده اثناء حكمهم تثبت أن بداية ولايتهم كانت في ٤ق. م.
دليل إنجيل متى على حدوث المذبحة:
يدلل إنجيل متى على وقوع مذبحة أطفال بيت لحم بإقتطاع عبارتين من سفر إرميا النبى بإعتبارهما نبؤة من إرميا على تلك الأحداث وتوقعها قبل ما يقرب من ستمائة عام.
سفر إرميا (١٥:٣١ - ١٧) صوت سمع فى الرامة نوح بكاء مر، راحيل تبكى على أولادها وتأبى أن تتعزى عن أولادها لأنهم ليسوا بموجودين، إمنعى صوتك عن البكاء وعينيك عن الدموع ... فيرجعون من أرض العدو ... فيرجع الأبناء إلى تخمهم.
يقول متى: حينئذ تم ما قيل بارميا النبى القائل،صوت سمع فى الرامةنوح وبكاء وعويل كثير. راحيل تبكى على اولادها ولا تريد أن تتعزى لأنهم ليسوا بموجودين.
شرح المفردات:
الرامة: مدينة فى إقليم اليهودية من المدن التى سكنها بنو بنيامين (احفاد راحيل)
راحيل: زوجة النبى يعقوب وأم يوسف وبنيامين.
الخلفية التاريخية للنبى إرميا وسفره (كتابه) المستشهد به:
1 / 10
النبى إرميا بن حلقيا أحد أنبياء بنى إسرائيل من عناثوث فى أرض بنيامين وقد عاش فى القرنين السابع والسادس قبل الميلاد.
النبى إرميا عاصر الملك يوشيا بن أمون ملك يهوذا وإبنه الملك يهوياقيم ثم الملك صدقيا.
شهد النبى إرميا الغزو البابلى وسقوط أورشليم وأسر ملكها وألاف من الجنود إلى بابل (السبى البابلى الأول) وفى عام ٥٨٦ ق. م بعد تمرد الملك صدقيا قام البابليون بحملة ثانية دمروا فيها هيكل سليمان وأحرقوا أورشليم وأسروا الألاف من الرجال والشباب. النبى إرميا هنا يصف مشهد البكاء والصراخ والعويل على الآباء والأزواج والأبناء المأسورين ولكنه يبشرهم بالعودة إلى أرض الوطن والتحرر من الأسر والسخرة فى أرض العدو.
إنجيل متى إعتبر الصراخ والعويل على الأسرى قبل ميلاد المسيح بستمائة عام، إنما هو حزنًا على القتلى من أطفال بيت لحم!!
هل كل بكاء وعويل فى نصوص أنبياء بنى إسرائيل تنبؤ بالمذبحة المزعومة؟!
إن إختلاق (متى) لمذبحة بيت لحم تشكك فى مصداقيته وإستشهاده بنص لا علاقة له بالأحداث والزج به بعد بتره يفقده المصداقية تمامًا.
آراء علماء الأناجيل فى القرن العشرين:
بول ميير: Pauel Maier
أستاذ التاريخ القديم بجامعة ميتشجان: معظم المؤرخين المعاصرين يتفقون على أنه لا دليل على حدوث تلك المذبحة ويضيف أن كل المتخصصين فى تاريخ الملك هيرودس ينفون نافيًا تامًا قيامه بتلك الجريمة.
(Herod and the infants of Bethlehem) in chronos، kaisos، christos١١، Mercer University Press١٩٩٨.P.١٧٠
ساندرز: E.P.Sanders
أستاذ العهد الجديد بجامعة دوق بكارولينا الشمالية:
يعتبر هذه القصة من القصص الدينى الخيالى الذى لا يمت للتاريخ بصلة
(Historical Figure of Jesus) Penguin، ١٩٩٣، P٨٥
1 / 11
جيزا فيرمز: Geza Vermes
أستاذ بريطانى متخصص فى التاريخ الدينى اليهودى والمسيحى:
يقرر أن مذبحة أطفال بيت لحم من خيال إنجيل متى
The Nativity: History and Legend) London، Penguin، ٢٠٠٦. p٢٢.)
نجم بيت لحم
يخبرنا إنجيل متى فى الإصحاح الثانى أن ميلاد المسيح كان مصحوبًا بظهور نجمًا فى المشرق رصده (مجوس) أى فلكيين من الفرس. إنجيل متى يصف تحركات النجم بطريقة ساذجة أثارت إنتقادات وعلماء الأناجيل.
الأب الدكتور: رايموند براون Raymond E Brown فى كتابه The Birth of Messiah
يقول: يوجد العديد من الظواهر الفلكية ولكن لا أحد منها يتوافق مع ما ذكره إنجيل متى عن نجم بزغ فى المشرق ثم شوهد فوق أورشليم ثم تحرك جنوبًا إلى بيت لحم وأخيرا وقف فوق منزل حيث يرقد طفل رضيع، يمثل ظاهرة لم تحدث فى تاريخ الفلك لذلك لا يمثل أهمية فى التأريخ لمولد يسوع.
جوزيف والسن Joseph J.Walsn فى كتابه Were they wise men or kings
الكثير من الباحثين يعتبرون نجم بيت لحم من إبتداع خيال إنجيل متى لتنطبق نبؤة بلعام على ميلاد يسوع (سفر عدد ١٧:٢٤)
إنجيل متى يخبرنا أن النجم كان يتقدم المجوس من أورشليم إلى بيت لحم أى أن هذا النجم يسير بسرعة (الحمير) التى كانوا يركبونها.
1 / 12
علميًا
١) النجوم ليس لها مساقط هندسية على سطح الأرض ومن الخرافة القول أنها تشير إلى موقع بعينه.
٢) الإنسان على سطح الأرض لا يستطيع إدراك حركة النجوم بالعين المجردة.
٣) فشلت محاولات الفلكيين فى الربط بين الظواهر الفلكية وميلاد المسيح.
توجد ظواهر إعتقد البشر منذ القدم بتأثيرهاعلى الإنسان سلبًا وإيجابًا.
أولًا: قران الكواكب: يقصد به وجود كوكبين على خط مستقيم ولكن كل منهما يبقى فى مداره.
عندما يحدث قران بين كوكبين فإن الرائى بالعين المجردة يعتقد أنهما كوكب واحد ولكنه عندئذ يكون شديد اللمعان وملفتا للنظر وجاذبا للانتباه.
ثانيًا: خسوف القمر وكسوف الشمس
ثالثًا: المذنبات:
أشهرالمذنبات علميا هوهالى الذى يزور الأرض كل ٧٦ عامًا ويعتبر من المذنبات قصيرة المدار أما طويلة المدار فإن دورتها تتراوح من ٢٠٠ عام إلى عدة آلاف. وأشهر مذنب فى التاريخ هو مذنب القيصر وقد ظهر عام ٤٤ق. م بعد مقتل القيصر بأربعة شهور واعتبر الرومان ان روح القيصر حلت بهذا المذنب.
أمثلة على محاولات الفلكيين تحديد عام الميلاد:
ــ عالم الرياضيات والفلك الألمانى جوهانس كابلر (١٦٣٠:١٥٧١) ذكر أن هناك القران الأعظم بين (جوبيتر) و(ساتيرن) قد حدث عام ٧ ق. م وأعتبره البعض أنه نجم بيت لحم.
ــ طبقًا للسجلات الفلكية الصينية ظهر مذنب فى ٢٥ مارس عام ٥ ق. م واستمر ظهوره ٧٠ يومًا. وأعتقد البعض أنه نجم الميلاد كما ذكر Colin J.humphreys.
ــ حدوث قران بين (مارس) و(جوبيتر) و(ساتيرن) فى برج الحوت عام ٤ ق. م وأشار البعض أنه نجم بيت لحم.
ــ الفلكى مولنار Michael Molnar
1 / 13
حدد ١٧ أبريل عام ٦ ق. م لميلاد السيد المسيح مستندًا لحدوث شروق إهليجى لكوكب جوبيتر عندما كان فى برج الحمل وكان مصحوبًا بخسوف قمرى واعتبر هذا هو نجم الميلاد.
جون موسلى بمرصد جريفيز Mosley أشار إلى حدوث قران بين (فينوس) و(جوبيتر) فى برج الأسد فى ١٧ يونيو ٢ ق. م واعتبر هذا هو نجم بيت لحم.
ملحوظة:
كل من الكواكب والنجوم والأقمار والمذنبات تجرى فى مدارات ثابتة منذ خلق الكون لذلك فإن قران الكواكب يتكرر دوريًا ومن الممكن تحديد ما حدث منه فى الأزمان الماضية ورصد تاريخ حدوثه مستقبليًا.
- القران العظيم يحدث بين جوبيتر وساتيرن كل ١٨: ٢٠ عام حيث يتم جوبيتر دورته كل ١٢ عام وساتيرن كل ٣٠ عام.
لذلك كان آخر قران تم فى ٣١ مايو ٢٠٠٠ والقادم سيحدث بمشيئة الله فى ديسمبر ٢٠٢٠.
- القران بين فينوس وجوبيتر الذى حدث ٢ ق. م تكرر عام ١٨٥٩ وسيحدث بمشيئة الله ٢٠٦٥ م.
الذهاب إلى مصر والخروج منها
من قصص التوراة إبراهيم ﵇ ذهب إلى مصر ثم خرج منها.
بنو إسرائيل جاءوا إلى مصر مع يعقوب (إسرائيل) ثم خرجوا منها مع النبى موسى.
إنجيل متى وضع نصب عينيه أن يسوع يجب أن يسير على درب أجداده، فانفرد بقصة مجئ يسوع إلى مصر ثم الخروج منها بعد موت الملك هيرودس.
كعادته يسوق إنجيل متى دليلًا من نصوص أنبياء بنى إسرائيل على صدق ما يختلقه من أحداث.
1 / 14
يقول إنجيل متى صح ٢: ١٤ - ١٥
(فقام وأخذ الصبى وأمه ليلًا وانصرف إلى مصر وكان هناك إلى وفاة هيرودس. لكى يتم ما قيل من الرب بالنبى القائل من مصر دعوت إبنى)
إنجيل متى هنا يستشهد بسفر النبى هوشع وهو واحد من أنبياء بنى إسرائيل الإثنى عشر (الصغار). النبى هوشع عاش فى القرن الثامن قبل الميلاد وعاصر غزو الأشوريين لمملكة إسرائيل وسقوط عاصمتها سماريا (٧٣٢: ٧٣٤ق. م)
يقول هوشع صح ١١: ١:
لما كان إسرائيل غلامًا أحببته ومن مصر دعوت إبنى
هنا هوشع يذكرنا بما جاء فى سفر الخروج ٤: ٢٢:
هكذا يقول الرب: إسرائيل إبنى البكر، اطلق إبنى ليعبدنى
من الواضح أن سفر هوشع يتحدث عن إخراج الله لبنى إسرائيل من مصر وتخليصهم من ذل وعبودية فرعون لهم وتسخيرهم فى أعمال البناء وتعبيد الطرق والزراعة. والنبى موسى يخاطب فرعون ويعلن له أن شعب إسرائيل هو إبن الله أى تحت رعايته وحمايته وبركاته وهو المختار لديه لذلك وجب عليه السماح له بالخروج من مصر ليتجنب غضب الرب وأنتقامه.
إنجيل متى حذف العبارة الأولى التى تتضمن (إسرائيل) وإكتفى بالعبارة الثانية لكى يفهم أن يسوع هو المقصود بلقب إبن الله.
كذلك أخطأ إنجيل متى عند إستخدام العبارة (ومن مصر دعوت إبنى) للتعبير عن الدخول إلى مصر. نص هوشع يعبر عن الخروج من مصر وهو أكثر وضوحًا فى النص الإنجليزى: I called my son out of Egypt
سهو إنجيل متى:
يقول إنجيل متى (لما سمع أن أرخيلاوس يملك على اليهودية عوضًا عن هيرودس أبيه خاف أن يذهب إلى هناك. وإذ أوحى إليه فى حلم إنصرف إلى نواحى الجليل.)
1 / 15
يخبرنا إنجيل متى هنا أن العائلة المقدسة خرجت من مصر وعادت إلى فلسطين بعد موت الملك هيرودس ولكنها خشيت الإقامة فى (إقليم اليهودية) لأنها علمت أن هيرودس أرخيلاوس إبن الملك هيرودس هو الذى تولى حكم هذا الإقليم بعد وفاة أبيه.
والوحى أشار عليهم بالإقامة فى إقليم الجليل. ألم يعلم إنجيل متى أن إقليم الجليل كان تحت حكم إبن الملك هيرودس أيضًا وهو هيرودس أنتيباس قاتل يوحنا المعمدان (يحيى بن ذكريا)؟!
هل هذا سهو من إنجيل متى أم من الوحى؟
هل يسوع من نسل الملك داود؟
كاتب إنجيل متى وضع نصب عينيه عند تحرير إنجيله هدفًا، ألا وهو إثبات أن يسوع الناصرى هو المسيح المنتظر وملك اليهود المرتقب.
كونه يهوديًا فإن كاتب إنجيل متى يعلم بالشروط الواجب توفرها فى المسيح المنتظر فى المعتقد والمنظور اليهودى، وأولها أن يكون من نسل الملك داود.
لكى يثبت إنجيل متى أن يسوع الناصرى من نسل داود فإنه يقدم سلسلة من النسب تبدأ بالنبى إبراهيم مرورًا بالملك داود وإبنه سليمان والملك يكونيا وتنتهى بيوسف النجار زوج السيدة (مريم) أم يسوع!!
إن سلسه النسب المذكورة إذا كانت تثبت نسب يوسف النجار (زوج أم يسوع) لداود فلا جدوى منها ولا صلة لها بنسب يسوع طالما يوسف النجار لا دخل له بإنجاب يسوع وأن الحمل تم من الروح القدس (متى ١: ٢١).
نسب يسوع الناصرى الذى ليس له أب (بيولوجى) يجب أان يكون منطقيًا من خلال أمه مريم.
إنجيل لوقا يخبرنا أن السيدة مريم (نسيبة) اليصابات زوجة زكريا الكاهن والد يوحنا المعمدان وأن اليصابات من بنات هارون بذلك تكون السيدة مريم من نسل هارون أى من سبط لاوى إبن يعقوب وليس من سبط يهوذا وبالتالى لا تنتمى للملك داود.
1 / 16
إذا أفترضنا أن مريم من نسل الملك داود فإن إبنها يسوع لا يرث ملك إسرائيل لأن الوعد الإلهى لداود (أنى أقيم بعدك نسلك الذى يكون من بنيك وأثبت مملكته) سفر أخبار الأيام الأول ١٧: ١١ male descendent. أى من خلال التسلسل الذكرى يورث الحكم فى إسرائيل.
تقرر دائرة المعارف اليهودية Encyclopedia Judaica أن سلسة النسب الذى قدمها إنجيل متى مصطنعة وفاقدة المصداقية وتعلل ذلك بأن اليهود لم يحتفظوا بسجلات لنسل الملك داود فى الفترة ما بين القرن الرابع قبل الميلاد إلى القرن الثانى بعد الميلاد. فمن أين جاء إنجيل متى بهذه الأسماء؟
جانب التوفيق إنجيل متى عند إصطناع سلسة النسب لأنها إشتملت على إسم الملك (يكونيا) الذى لعنه الله كما جاء فى إرميا صح ٢٢: ٣٠ (هكذا قال الرب أكتبوا هذا الرجل عقيمًا رجلًا لا ينجح فى إيامه لأنه لا ينجح من نسله احد جالسًا على كرسى داود وحاكما بعد فى يهوذا) كما جاء فى إرميا أيضًا عن أبيه يهوياقيم (لا يكون له جالس على كرسى داود) صح ٣٦: ٣٠
إنجيل متى ... وعذراء النبى إشعياء
يقول النبى أشعياء فى نص يرجع تاريخه إلى عام ٧٣٥ ق. م:
(ها العذراء تحبل وتلد إبنا تدعو إسمه عمانوئيل ... لأنه قبل أن يعرف الصبى أن يرفض الشر ويختار الخير تخلى الأرض التى أنت خاش من ملكيها) صح ٧: ١٤ - ١٦
New English Bible: A young woman is with child، and she will bear a son and will call him Immanuel..... ... Bible in Basic English: A young woman is now with child،and she will give birth to a son and she will give him the name Immanuel
كما نرى فقد تداركت الترجمات الحديثة للكتاب المقدس خطأ الترجمة السبعينية.
1 / 17
الترجمة السبعينية للعهد القديم التى إعتمدت عليها النسخة العربية للكتاب المقدس وإقتبس منها إنجيل متى أيضًا تذكر لنا لفظ (عذراء).
إنجيل متى صح ١: ٢٣ (هوذا العذراء تحبل وتلد إبنا ويدعون إسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا)
إنجيل متى يعتبر هذا النص نبؤة من أشعياء عن ميلاد يسوع من العذراء مريم.
النص العبرى: (ha almah hara)
الكلمة العبرية (علما) من الخطأ ترجمتها إلى عذراء كما حدث مع الترجمة السبعينية. والصواب هو (المرأة الشابة) young woman كما ظهر فى الترجمات الحديثة للعهد القديم.
(ha) هى أداة التعريف فى العبرية وتقابل (أل) او (the) وأداة التعريف هنا تدل على أن المرأة الشابة المقصود بهذا النص كانت متواجدة وحاضرة لهذه المحادثة: ويقول المفسرون أنها (النبية) زوجة النبى إشعياء وكانت تدعى (راشيل)
الصفة (hara) فى العبرية تدل على حامل فى الماضى أو الحاضر أو مستقبل قريب لذلك يمكن ترجمتها إلى حامل بالفعل أو على وشك الحمل. ... يقول Oxford dictionary of the Christian Church استعمال كلمة بارثنوث اليونانية كترجمة للكلمة العبرية (علما) أعتبر ترجمة غير دقيقة.
خلفية تاريخية: عام ٧٣٥ ق. م
كل من (رصين) ملك سوريا و(فقح) ملك إسرائيل تحالفا لغزو أورشليم عاصمة مملكة (اليهودية) لإسقاط الملك أحاز واختيار ملك آخر لها. الملك أحاز ورجال بلاطه وشعبه أرتعدوا خوفًا ورعبًا. فقال الرب لإشعياء: أخرج لملاقاة أحاز أنت وإبنك وقل له إهدأ ولا تخف ولا يضعف قلبك. كما بشر النبى إشعياء الملك أحاز بأن الملكين الذين يهددانه ستخرب وستدمر ممكلتهما. وأعطى فترة زمنية لحدوث ذلك وهى فترة الحمل بالطفل (٩ أشهر) وبنموه بحيث لا يصل إلى عمر الإدراك والتمييز.
هذه النبوءة قد تحققت عام ٧٣٢ ق. م حيث غزا الملك الأشورى (تيجلات بلاسّر) كلًا من دمشق عاصمة سوريا وكانت تسمى (آرام) و(سماريا) عاصمة إسرائيل ودمرهما.
1 / 18
يتضح أن نص إشعياء أشار إلى حمل زوجته هو وولادة إبن له وكان مازال رضيعًا أثناء الغزو الأشورى.
وقد خاطبه الرب فى الإصحاح الثامن: لإشعياء بإسم (عمانوئيل).
لماذا إقتبس إنجيل متى من النص اليونانى (الترجمة السبعينية) رغم أنه يهوديًا ويجيد قراءة النسخة العبرية للعهد القديم؟ هل وجد فيه ضالته
إنجيل متى والثالوث المقدس
ينفرد إنجيل متى بذكر صيغة الثالوث المقدس فى آخر إصحاحاته (٢٨: ١٩):
(وأما الأحد عشر تلميذا فأنطلقوا إلى الجليل ... فتقدم يسوع وكلمهم قائلًا .. فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس)
وجود هذه العبارة فى هذا الإنجيل تفقده المصداقية وتطرح العديد من الأسئلة حول من أضاف هذه العبارة إلى الأنجيل الأصلى الذى كتب عام ٨٥.م؟ وما الذى أضيف وما الذى حذف؟
الأدلة التى تثبت زيف خاتمة إنجيل متى:
أولًا: دليل سفر أعمل الرسل:
يقول إنجيل متى أن الأحد عشر تلميذا كانوا فى وداع معلمهم (يسوع) وأوصاهم بالتعميد بإسم الآب والابن والروح القدس.
لكننا نجد هؤلاء التلاميذ كما يذكر (سفر) أعمال الرسل يعمدون بإسم الرب (يسوع) فقط. التلميذ بطرس فى صح ٢: ٣٨ يعمد بإسم يسوع المسيح
يوحنا وبطرس يتعمدا بإسم الرب يسوع صح ٨: ١٦
التلميذ فيلبس يعمد بإسم يسوع المسيح صح ٨: ١٢ كذلك ٨: ٣٨
بولس الرسول تعمد بإسم الرب يسوع صح ٢٢: ١٦
1 / 19
هكذا التلاميذ كانوا يعمدون ويتعمدون بإسم الرب (يسوع) ولا توجد أية إشارة إلى (الثالوث) المقدس. وهذا دليل واضح أن تلك الوصية لم تقال وأن هذه العباره قد ألحقت بالإنجيل فيما بعد.
ثانيًا: دليل كتابات أباء الكنيسة الأوائل:
الأب يوسابيوس فى كتابه إستشهد بخاتمة إنجيل متى ٢٨: ١٩ فى (١٨ موضع) كما يلى: تلمذوا جميع الأمم بإسمى.
(make disciples of all the nation in my name)
الأب جاستين مارتير: فى كتابه بين ١٣٠ إلى ١٤٠ م إستشهد بإنجيل متى (٢٨: ١٩) فى الصورة المختصرة الخالية من الثالوث.
كتاب De Relaptismate: يعود للقرن الثالث الميلادى
جاء فيه: أن قوة إسم يسوع تحل فى الإنسان بالتعميد
Sonith's Dictionary of the Bible، vol. ١،P.٣٥٢
ثالثًا: دليل تاريخى:
من المتفق عليه أنه عند كتابة الأناجيل فى القرن الأول الميلادى لم يكن الثالوث المقدس بمحتواه الأقنومى قد تبلور بعد ولم يرد فى كلمات السيد المسيح أية إشارة إليه. كذلك خلت كتابات الرسل ورسائلهم من هذا الثالوث.
لقد عقد آباء الكنيسة أكثر من خمسين مجمعًا (مؤتمرًا) خلال مائة عام للوصول إلى صيغة ملائمة للعقيدة المسيحية وقرار نهائى عن طبيعة السيد المسيح. وتخبطت قرارات المجامع بين الهوموسية (التساوى فى الجوهر بين الأب والإبن) والهومويوسية (التشابة فى الجوهر بين الأب والإبن)
والهوموية (التشابة بين الأب والإبن دون تحديد هوية)
والأنوموية (عدم التشابة بين الأب والإبن) ... دائرة المعارف الكاثوليكية تقربإن كلمة (ثالوث) اول ظهور لها فى الكتابات الكنسية فى عام١٨٠م عند الاب ثيوفيلس راعى كنيسة أنطاكية حيث تحدث عن ثالوث يتكون من (الأب والكلمة والحكمة) ثم ظهرت تلك الكلمة عند ترتليان عام٢٠٠م ولكن الثالوث بصيغته الحالية (الأب والأبن والروح) وضعها الأب جريجورى ثوما تورجوس٢٧٠م
1 / 20
وقد تم تأليه المسيح فى مجمع نيقية عام ٣٢٥ م بعد جدال بين القديس أسناسيوس والقديس آريوس. أى أن المسيحيين عبدوا إلهًا مكون من الأب والإبن فقط.
وفى مجمع القسطنطينية (٣٨١ م) تم تأليه الروح القدس ليكتمل الثالوث المسيحى ويصبح قانونا رسميا للايمان. ونص على أن الروح القدس تنبثق من الأب فقط.
إكتشف المسيحيون أن هناك خطأ فى تكوين الثالوث. فكيف تنبثق الروح القدس من الأب فقط والأب هذا فى إتحاد وإمتزاج مع الإبن؟.
فى مجمع توليدو (٥٨٩ م) حدث تعديل نص على أن الروح القدس منبثقة من الأب والإبن معًا.
يعلق على ذلك الفيلسوف الفرنسى فولتير قائلًا: إن لدى مائتين مجلد فى اللاهوت المسيحى والأدهى من ذلك أنى قرأتها كلها، فكنت كأنما أقوم بجولة فى مستشفى للأمراض العقلية.
من الواضح أن الثالوث المقدس تكون علي مراحل لأنه نتاج خيال وتصورات اباء الكنيسة فلو كان موجودًا منذ كتابةالإنجيل ما كان هناك داعى لعقد المجامع وخوض المناظرات إن وجود الثالوث فى إنجيل كتب ٨٥م لهو غش واضح وإحتيال فاضح.
بعث القديسين ودخولهم مدينة أورشليم
يقول متى (والأرض تزلزلت والصخور تشققت والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين) ٢٧: ٥٣
إنفراد إنجيل متى بذكر هذا الحادث الجلل يثير الشك فى حدوثه بالفعل.
إن كان قديسي اليهود (مثل آدم وإبراهيم وإشعياء الخ) قد بعثوا من الموت ورآهم سكان أورشليم لكان دليلًا قويًا على قدسية (يسوع) وكانت الأناجيل الأخرى ذكرته.
وجود القديسين أحياء فى أورشليم بين العامة كان سيحدث إنفعالًا وإثارة عنيفة تتناقلها الأجيال ويسجلها المؤرخون وهو ما لم يحدث فالمؤرخ يوسيفوس فلافيوس المعاصرلتلك الاحداث (٣٧م:١٠٥م) كتب بالتفصيل (تاريخ اليهود) و(حروب اليهود) لم يشر إلى ذلك الحدث وكذلك المؤرخ جستس الطبرى.
1 / 21