المبحث الأول
الأحاديث الواردة فيه
الأحاديث الواردة في الحوض متواترة، لا شك في تواترها عند أهل العلم بأحاديث الرسول ﷺ، وقد رواها عن الرسول ﷺ أكثر من خمسين صحابيًا، وقد ذكر ابن حجر أسماء رواة أحاديثه من الصحابة (١) .
ونحن نسوق هنا بعض هذه الأحاديث التي أوردها الخطيب التبريزي في مشكاته (٢):
١- عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله ﷺ: " حوضي مسيرة شهر، وزواياه سواء (٣) . ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء، من يشرب منها فلا يظمأ أبدًا ". متفق عليه.
٢- وعن أبي هريرة قال، قال رسول الله ﷺ: " إن حوضي أبعد من أيلة (٤) من عدن لهو أشدُّ بياضًا من الثلج، وأحلى من العسل باللبن، ولآنيته أكثر من عدد النجوم، وإني لأصد الناس عنه كما يصد الرجل إبل الناس عن حوضه ".
قالوا: يا رسول الله! أتعرفنا يومئذ؟ قال: " نعم لكم سيماء (٥) ليست لأحد من الأمم، تردون علي غرًا محجلين من أثر الضوء ". رواه مسلم.
٣- وفي رواية له (٦) عن أنس. قال: " ترى فيه أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء ".
٤- وفي أخرى له عن ثوبان، قال: سئل عن شرابه. فقال: " أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل يغت (٧) فيه ميزابان يُمدَّانه من الجنة، أحدهما من ذهب والآخر من وَرِق ".
(١) فتح الباري: (١١/٤٦٨) .
(٢) مشكاة المصابيح: (٣/٦٨) .
(٣) أي مربع لا يزيد طوله عن عرضه شيئًا.
(٤) هي مدينة العقبة في الأردن.
(٥) السيماء: العلامة.
(٦) أي لمسلم.
(٧) يَغت، أي: يصُبَ ويسيل.