228

The Last Judgement

القيامة الكبرى

Penerbit

دار النفائس للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

السادسة

Tahun Penerbitan

١٤١٥ هـ - ١٩٩٥ م

Lokasi Penerbit

الأردن

Genre-genre

وأما كيفية تلك الموازين فهو بمنزلة كيفية سائر ما أخبرنا به من الغيب " (١) .
وقد رد القرطبي على الذين أنكروا الميزان وأولوا النصوص الواردة فيه وحملوها على غير محملها قائلًا: " قال علماؤنا ولو جاز حمل الميزان على ما ذكروه، لجاز حمل الصراط على الدين الحق، والجنة والنار على ما يرد على الأرواح دون الأجساد من الأحزان والأفراح، والشياطين والجن على الأخلاق المذمومة، والملائكة على القوى المحمودة، وهذا كله فاسد، لأنه رد لما جاء به الصادق، وفي الصحيحين فيعطى صحيفة حسناته، وقوله: فيخرج له بطاقة، وذلك يدل على الميزان الحقيقي، وأن الموزون صحف الأعمال كما بينا وبالله التوفيق " (٢) .
المطلب الثالث
ما الذي يوزن في الميزان
اختلف أهل العلم في الموزون في ذلك اليوم على أقوال:
الأول: أن الذي يوزن في ذلك اليوم الأعمال نفسها، وأنها تجسم فتوضع في الميزان، ويدل لذلك حديث أبي هريرة ﵁ في الصحيح قال: قال رسول الله ﷺ: " كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم " (٣) .
وقد دلت نصوص كثيرة على أن الأعمال تأتي في يوم القيامة في صورة الله

(١) مجموع فتاوي شيخ الإسلام: (٤/٣٠٢) .
(٢) التذكرة: ٣١٤.
(٣) صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة)، فتح الباري: (١٣/٥٣٧)

1 / 251