46

The Issue of Rapprochement between Sunnis and Shiites

مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

Nombor Edisi

الثالثة

Tahun Penerbitan

١٤٢٨ هـ

Genre-genre

أما أهل السنّة فالمصدر الأول في التلقي عندهم هو كتاب الله، وقد أجمعوا على حفظ الله له من النقص والزيادة والتحريف على ما هو صريح قول الله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (١) - وسيأتي لهذا تفصيل - وسلكوا في تفسير كتاب الله المسلك الشرعي وابتعدوا عن التأويلات البعيدة.. والتكلفات الغريبة على ما لا تسيغه بلاغة القرآن وأسرار الشريعة ولغة العرب. وقالوا: (وأحسن الطرق في التفسير تفسير القرآن بالقرآن، وإلا فبالسنّة، وإلا فبالصحيح من أقوال الصحابة، وإلا فبما أجمع التابعون عليه) (٢) . وحذروا من قبول المرويات الضعيفة في التفسير فقالوا: (يجب الحذر من الضعيف والموضوع فإنه كثير) (٣) . (والمنقولات التي يحتاج إليها في الدين قد نصب الله الأدلة على بيان ما فيها من صحيح وغيره) (٤) . والمصدر الثاني «السنّة»، وهي المبينة للكتاب؛ إذ هي سنّة المعصوم رسول الله ﷺ وليس لأحد عصمة بعده ﷺ. وقد تلقى الصحابة رضوان الله عليهم ما جاء به ﷺ ونقلوه إلى الأمة. ويتمثل وجود السنّة في دواوين الإسلام المعروفة والمشهورة مثل صحيح البخاري ومسلم وكتب السنن كسنن أبي داود والترمذي

(١) الحجر: آية ٩. (٢) راجع في هذا الموضوع مقدمة التفسير لابن تيمية في «الفتاوى»: (١٣/٣٦٣) وما بعدها. (٣) انظر الزركشي، «البرهان»: (٢/١٥٦) . (٤) ابن تيمية «الفتاوى»: (١٣/٣٤٦) .

1 / 51