152

The Impact of the Heart's Work on the Worship of Hajj and Umrah

أثر عمل القلب على عبادة الحج والعمرة

Genre-genre

بالنعم، ناسيًا المنعم، معجبًا بنفسك. ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ﴾ في نفسه وهيئته وتعاظمه، ﴿فَخُورٍ﴾ بقوله" (^١).
وعن أبي هُرَيْرَةَ ﵁ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ أَوْ: قَالَ أَبُو القَاسِمِ ﷺ: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ، تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ، مُرَجِّلٌ جُمَّتَهُ، إِذْ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ» (^٢).
وقال ﷺ من حديث أنس ﵁: «ثلاث مهلكات ..»، ثم قال ﷺ: «وأمّا المهلكاتُ: فَشُحٌّ مطاع، وهوًى متَّبع، إعجابُ المرءِ بنفِسِه".
وعَن أَنَسٍ ﵁ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَوْ لمْ تَكُونُوا تُذْنِبُونَ لَخَشِيتُ عَلَيْكُمْ مَا هُوَ أَكْثَرُ مِنْهُ: الْعُجْبَ» (^٣).
وعَنْ أَنَسٍ ﵁ قَالَ: ذُكِرَ لِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ -وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ- «إِنَّ فِيكُمْ قَوْمًا يَعْبُدُونَ وَيَدْأَبُونَ، حَتَّى يُعْجَبَ بِهِمُ النَّاسُ، وَتُعْجِبَهُمْ نُفُوسُهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ» (^٤).
ودلت هذه النصوص على أن العجب محرم ومن كبائر الذنوب، بل عده شيخ الإسلام ﵀ من الشرك، فقال: "وكثيرًا ما يقرن الناس بين الرياء والعجب، فالرياء من باب الإشراك بالخلق، والعجب من باب الإشراك بالنفس، وهذا حال المستكبر، فالمرائي لا يحقق قوله: ﴿إِيَّاكَ

(^١) تفسير السعدي (٦٤٩).
(^٢) أخرجه البخاري واللفظ له (٧/ ١٤١) ح (٥٧٨٩)، ومسلم (٣/ ١٦٥٤) ح (٢٠٨٨).
(^٣) أخرجه البزار في مسنده (١٣/ ٣٢٦) ح (٦٩٣٦)، والبيهقي في شعب الإيمان (٩/ ٣٩٩) ح (٦٨٦٨)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٢٦٩) ح (١٧٩٤٨): "رواه البزار، وإسناده جيد"، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (٢/ ٩٣٨) ح (٥٣٠٣).
(^٤) أخرجه أحمد في المسند (٢٠/ ٢٤٣ - ٢٤٤) ح (١٢٨٨٦)، وأبو يعلى (٧/ ١١٦) ح (٤٠٦٦)، وقال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها (٤/ ٥١٩) ح (١٨٩٥): "وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم"، وقال شعيب الأرناؤوط في تحقيقه لمسند أحمد (٢٠/ ٢٤٤) ح (١٢٨٨٦): "إسناده صحيح على شرط الشيخين"، وقال محقق مسند أبي يعلى (٧/ ١١٦) ح (٤٠٦٦): "إسناده صحيح".

1 / 152