The Guide and the Guided
الهادي والمهتدي
Penerbit
(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م
Genre-genre
أنت هو، قال: من أنا؟ قالوا: أنت هو، قال: ويلكم من أنا؟ قالوا: أنت ربنا، أنت ربنا، قال ارجعوا فأبوا، فضرب أعناقهم، ثم خد لهم في الأرض ثم قال: يا قنبر ائتني بحزم الحطب، فأحرقهم بالنار ثم قال:
لما رأيت الأمر أمرا منكرا ... أوقدت ناري ودعوت قنبرا (١).
قال ابن عباس ﵄: لو كنت أنا لم أحرقهم بالنار، إن رسول الله ﷺ قال: «لا تعذبوا بعذاب الله» (٢)، ولقتلتهم، لقوله ﷺ: «من بدل دينه فاقتلوه» (٣)، فبلغ ذلك عليًا فقال: ويح ابن أم الفضل، إنه لغواص على الهنات (٤)، ولذلك ندم أبو بكر ﵁، ولا ضير عليهما فالزنادقة مصيرهم النار، إن عاجلا أو آجلا، ولكن لشدة تمسكهما بالكتاب والسنة حصل منهما التأثم، وجزاهما الله عن الإسلام وأهله خير الجزاء.
أما قول أبي بكر: "وددت أني يوم سقيفة بني ساعدة قَذَفْتُ الأمر".
فقد حاول أن يلقي بالأمر على كاهل أحد الرجلين: عمر بن الخطاب، وأبي عبيدة عامر بن الجراح، ﵄، وهما أهل لذلك، ولكن أراد أبو بكر أمرا، وأراد الله غيره، ولا راد لإرادته تعالى: ﴿فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ﴾ (٥) وإنما حكى أبو بكر ما يتمناه في ذلك الحين، وهذه أمنية مَن تجرد عن الهوى والشهوات، فزكا وجلَّ عن الشبهات.
وقوله: "وددت أني يوم أتيت بالأشعث بن قيس أسيرًا ضربت عنقه".
كان الأشعث بن قيس ممن ارتد بعد النبي ﷺ، فسير أبو بكر الجنود إلى اليمن، فأخذوا الأشعث أسيرًا، فأحضر بين يديه، فقال له: استبقني لحربك وزوجني أختك، فأطلقه أبو بكر وزوجه أخته، وهي أم محمد بن الأشعث، ولما تزوجها اخترط سيفه، ودخل سوق الإبل فجعل لا يرى جملًا ولا ناقة إلا عرقه، وصاح الناس:
(١) تاريخ دمشق (٤٢/ ٤٧٥). (٢) أخرجه البخاري حديث (٣٠١٧، وطرفه: ٦٩٢٢). (٣) أخرجه البخاري حديث (٣٠١٧، وطرفه: ٦٩٢٢). (٤) تاريخ الإسلام (٢/ ٩٤). (٥) الآية (١٦) من سورة البروج.
1 / 84