The Guide and the Guided
الهادي والمهتدي
Penerbit
(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م
Genre-genre
أما سمعته يقول: «أولاء استغفروا الله تعالى» (١)، وهذا يوقفنا على علامة أخرى من علامات نبوته ﷺ، فقد حدث ما أشار إليه في ذلك التخيير، وعلامة أخرى رواها الحافظ ابن حجر ﵀: أن النبي ﷺ رأى الحنفية (٢) في بيت فاطمة، فأخبر عليا أنها ستصير له، وأنه يولد له منها ولد اسمه محمد، قال الحافظ: وهذا يؤكد أن عليا ﵁ قد شارك في حروب الردة (٣)، كيف لا وهو القائل ﵁: "فمشيت عند ذلك إلى أبي بكر فبايعته ونهضت في تلك الأحداث - حروب الردة - حتى زاغ الباطل وزهق، وكانت كلمة الله هي العليا ولو كره الكافرون، فتولى أبو بكر تلك الأمور فيسر وسدد وقارب واقتصد، فصحبته مناصحًا وأطعته فيما أطاع الله فيه جاهدًا" (٤)، ولولا الله ثم وقفة أبي بكر والصحابة ﵃ في القضاء على الفتنة لولا ذلك لما قام للإسلام قائمة، ولما جُيِّشت الجيوش لفتح الأمصار شرقا وغربا تستقبل الأذان والعدل والمساواة، إن أبا بكر ﵁، بموقفه من المرتدين ومؤازرة الصحابة ﵃ له استعاد هيبة الإسلام، وحمى أركانه، وقد لقي الصحابة في ذلك شدة، ولاسيما في وقعة اليمامة التي قاتل فيها الْمسلمون مسيلمة الكذاب ومن معه، واستشهد فيها من الصحابة أكثر من ستمائة رجل، وكان جملة القتلى من الْمسلمين نحو (٩٦٠) رجلًا، منهم سبعون من الحفاظ (٥)، وقتل من الْمرتدين أكثر من عشرين ألف رجل (٦)، ولسنا في صدد تفصيلات حروب الردة، فذلك القول فيه طويل، وإنما أردنا التذكير بشيء من ذلك.
(١) أسد الغابة (١/ ٣٨٨). (٢) أم محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن الحنفية؛ وهي من سبي بني حنيفة، في حروب الردة، التي كان علي بن أبي طالب ﵁ من المشاركين فيها. (٣) تلخيص الحبير ٤/ ٥٠. (٤) نهج البلاغة ٦١ .. (٥) فتح الباري ٨/ ٦٦٨. (٦) تاريخ الطبري ٢/ ٢٨٣.
1 / 72