The Guide and the Guided
الهادي والمهتدي
Penerbit
(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م
Genre-genre
دعا بإناء من ماء فتوضأ، ثم مضمض ودعا ثم صبه فيها، فتركناها غير بعيد، ثم إنها أصدرتنا ما شئنا نحن وركابنا (١).
٥ - أن الله أثنى على ثباتهم وشدتهم على أعداء الله، واتِّصافهم بالرحمة فيما بينهم، قال تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ (٢)، ورغم ما هم فيه من انتماء عرقي قبلي، فلم يكن لذلك أثر في نفوسهم إلا عملا بقول الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (٣).
فهم صفوة الخلق بعد رسول الله ﷺ، بسبب استجابتهم لذلك الحدث العظيم الذي جاء به محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه، عدد خلقه، وزنة عرشه، ومداد كلماته، ورضا نفسه، ذلك الحدث هو نزول القرآن الكريم، وما تلاه من حديث رسول الله ﷺ، فإذا أوردنا النصوص فإنما نعني قبول الصحابة لها، والعناية بها نصا وروحا، والعلم بها رواية ودراية، والعمل بها والدعوة إليها، فكانت حياتهم عملا بالوحيين في كل شيء ﵃ وأرضاهم.
المفاضلة بين الصحابة ﵁ -:
أفضل هذه الأمة والأمم كلها بعد الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين أبو بكر ﵁، وذلك على الإطلاق إجمالا وتفصيلا، فإنه لم يُسبق من الرجال إلى إيمان بالله ورسوله، ولم يُسبق إلى تصديق الله ورسوله، ولم يُسبق إلى خير بشهادة من أراد منافسته فلم يقدر عمر بن الخطاب ﵁، قال عمر بن الخطاب ﵁: "مرَّ رسول اللَّه ﷺ وأَنا معه وأَبو بكر، علَى ابن مسعود وهُو يقرأ، فقام يستمع قراءته، ثم ركع عبد اللَّه وسجد، فقال رسول اللَّه ﷺ: «مَن سره أَن يقرأَ القرآَن كما أُنزِل فليقرأْ
_________
(١) البخاري حديث (٤١٥٠).
(٢) من الآية (٢٩) من سورة افتح.
(٣) الآية (١٣) من سورة الحجرات.
1 / 34