167

The Guide and the Guided

الهادي والمهتدي

Penerbit

(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م

Genre-genre

أصحاب رسول الله ﷺ، وإن نازعوا في ولاية أبي بكر ﵁، ولم يزعموا أن أحدا من هذه الأمة معصوما سوى رسول الله ﷺ، ولم يزعموا أن بقعة على وجه الأرض أشرف من مكة المكرمة، والمدينة المنورة، ومكة أشرف من المدينة بوجود بيت الله فيها، والمدينة أشرف من مكة بجسد رسول الله ﷺ فبينهما عموم وخصوص من وجه، ثم المسجد الأقصى لقول رسول الله ﷺ: «لا تُشَدُّ الرّحال إلاّ إِلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، ومسجد الحرام، ومسجد الأقصَى» (١)، والمراد عدم جواز شد الرحال للعبادة والتقرب إلى الله تعالى، إلى أي مسجد، على وجه الأرض بهذا القصد إلا للثلاثة المذكورة، وهذا تشريع رسول الله ﷺ الذي لا ينطق عن الهوى، لعموم الأمة المحمدية، وقد تضمن هذا التشريع هدفا عظيما وهو وحدة الأمة المحمدية في شد الرحال للعبادة، وعلى هذا الأساس فكلنا شيعة محمد ﷺ، وعلي ﵁ وآل البيت عموما؛ لأن هذا منهجهم، ومن زعم أنه من شيعة علي ﵁، وكان على غير هذه المقاصد، فهو إما تابع لابن سبأ، وإما جاهل بهذه المقاصد مُغرّر به، فإن كان تابعا لابن سبأ فلا شك في مجوسيته ويهوديته، وأنه حرب على الإسلام والمسلمين، وإن لبس عباءة حب آل البيت، فإنما هي شكل لا مضمون، وإن كان جاهلا مُغرّرا به، فندعوه إلى نبع الإسلام الصافي: الكتاب والسنة، ونحذره من البقاء في وحل الباطنية، والتبعية لأئمتها المضلين، وقد قال رسول الله ﷺ: «إني لا أخاف على أمتي إلا الأئمة المضلين، ولن تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي المشركين، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان، وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة، وسيخرج في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم الأنبياء لا نبي بعدي، ولكن لا تزال في أمتي طائفة يقاتلون على الحق، ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله» (٢)، فمن عرف الحق واهتدى فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، ومن اختار مزاعم ابن سبأ فتلك مجوسية معلومة، ومن بقي جامدا على جهله فلا يصح أن يكون من شيعة علي بل هو من الرافضة وهم الذين ناصبوا أصحاب رسول الله

(١) أخرجه مسلم، حديث (٢٢٩٥) .. (٢) الحاكم، حديث (٨٣٩٠) ..

1 / 171