The Guide and the Guided
الهادي والمهتدي
Penerbit
(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م
Genre-genre
الركيزة الثالثة: الوحدة في المتبوع:
المتبوع الذي خاطب الله به البشر جميعا وأمرهم أن يؤمنوا به هو نبينا محمد ﷺ لذلك أمر ﷺ بقتال من لم ينطق بالشهادتين: شطرها الأول لوحدة المعبود، وشطرها الثاني لوحدة المتبوع ﷺ لأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، وقد احتفظ الإسلام بفضل الأنبياء وحافظ على مكانتهم في نفوس الناس، وجعل الإيمان بهم وبما جاؤوا به ركنا من أركان الإيمان، ولكن كانت إرادة الله ﷿ فيما مضى أن يبعث في كل أمة رسولا، وكان ذلك، وكانت دعوتهم إلى توحيد الله، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ (١)، فلما وقع التحريف والتبديل فيما جاؤوا به، كانت رحمة الله لمن بعدهم أن لا يعذبهم بما اقترف غيرهم من تحريف الكتب المنزلة ولاسيما على موسى وعيسى ﵉، فوعد تعالى بعدم العذاب فقال: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا﴾ (٢)، وإن كان هذا عاما في الأمم فهو يتناول أمة محمد ﷺ، هذا من جانب، ومن جانب آخر اقتضت إرادة الله ﷿ أن يكون المبعوث رحمة للعالمين كافة وبشرع موحَّد، جعل فيه من اليسر والتخفيف مالم يكن فيما سبقه من الأديان، بيّن ذلك تعالى بقوله: ﴿وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ﴾ (٣)، وهذا يشمل التخفيف عن بني إسرائيل بنبوة عيسى ﵇، وعن أمة محمد ﷺ بنبوته، وأمرهم بوحدة الاتباع فلا يجوز لبشر على وجه الأرض يسمع بنبوة محمد ﷺ ولا يُقبل عليها ويتبين أمرها ليعلم الحق من الباطل، وقد قال ﷺ لعمر ﵁ ورآه ينظر في التوراة: «لقد جئتكم بها بيضاء نقية، ولو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي» (٤)، فتوحد المؤمنون على اتباع محمد ﷺ، ولم يخرجوا عن ذلك قيد أنملة، وهم الرعيل الأول من المؤمنين ﵃، وقد عجبت ممن يتصدر
_________
(١) من الآية (٣٦) من سورة النحل.
(٢) من الآية (١٥) من سورة الإسراء.
(٣) من الآية (١٥٧) من سورة الأعراف ..
(٤) شعب الإيمان للبيهقي حديث (١٧٦).
1 / 20