148

The Guide and the Guided

الهادي والمهتدي

Penerbit

(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م

Genre-genre

القسم الثاني افتراق الأمة الإسلامية كانت الأمة في حياة نبيها الخاتم صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين، كانت أمة واحدة على البيضاء لم يزغ أحد من المسلمين عنها، فلما انتقل النبي الكريم ﷺ إلى الرفيق الأعلى، تحركت القلوب المريضة، والتي كانت قريبة عهد بالجاهلية فأوجدت ثلما في ذلك المنهج القويم، فكانت سيوف الصحابة بقيادة أبي بكر خليفة رسول الله ﵁ لهم بالمرصاد، ضربت المرتدين بيد من حديد، فقتل منهم من قتل، وتاب من تاب، واستقام أمر الأمة في عهد أبي بكر ﵁، وصار في عهد أمير المؤمنين عمر ﵁ على أحسن ما يرام، وكان بابا مؤصدا في وجوه الزنادقة، فلما قتل كسر الباب ولن يغلق أبدا (١)، فتولى عثمان ﵁ أمر المسلمين، ولكنه موعود بالبلاء، ولاسيما وقد كسر الباب، فاتسع الخرق على الراقع حتى قتل عثمان، وفي عهده ﵁ نبتت فرقة الخوارج: أول فرقة خرجت عن نهج الأمة الصحيح؛ وذلك أول ما ظهر وميض الفتنة في مجلس سعيد بن العاص والي عثمان على الكوفة، وذلك على أثر كلام دار في مجلسه، كان من الحاضرين فيه الأشتر، وابن ذي الحبكة، وابن الكواء، وغيرهم، وعدتهم بضعة عشر رجلا، تألبوا على عصبية أثاروا بذلك أقوالا على سعيد بن العاص، وقد تقدم ذكر هذا تحت عنوان الحقد على الإسلام في عهد عثمان، ولكن استشرى في عهد علي، وانتشر بتوسع بعد قتله ﵁. فُرقة المسلمين في العهد الأول قتل عثمان بضربة من نابتة الخوارج، وبايع الصحابة عليا ﵁ ولكن جد البغاة في خلق الفتنة، وشرذمة الأمة فبرزت المطالبة بقتلة عثمان من قبل معاوية ﵁ ومن شايعه من أهل الشام، وهو حق ولكن لم يعط علي ﵁ فرصة الاستقرار ليتم النظر في قتل عثمان ﵁، ولقد ظُلم علي كما ظُلم عثمان ﵄، ولا ريب في أن للأشرار دور في ظلمهما؛ ظهر ذلك جليا في أمر الحكيم، إذ برز الخوارج

(١) البخاري حديث (٥٢٥) وفي مواضع عدة.

1 / 152