338

The Fundamentals of Da'wah - Al-Madinah University

أصول الدعوة - جامعة المدينة

Penerbit

جامعة المدينة العالمية

Genre-genre

كما أن الذين سبقوا الإسلام، واتبعوه ﵊ لقوا من الأذى، والاضطهاد، والتعذيب على يد المشركين الكثير، والكثير فمعلوم من سيرته ﷺ أنه بدأ دعوته سرًّا فكان أول من آمن به من النساء خديجة، ومن الصبيان علي، ومن الرجال أبو بكر فكان أبو بكر ﵁ من رؤساء قريش، ومحط مشورتهم، وكان من أعف الناس، وكان كريمًا سخيًّا يبذل المال محببًا في قومه، ومع كل ذلك فإنه لم يسلم من قومه بل قيدوه، وحاولوا تعذيبه كذلك فعلوا بعثمان بن عفان، وسعد بن أبي، وقاص، وطلحة بن عبد الله، وخالد بن سعيد بن العاص، وما قصة بلال بخافية عن عامة المسلمين فضلًا عن دعاتهم فلقد كانوا يأخذونه في وسط النهار فيخرجون به إلى الصحراء يجردونه من ثيابه، ويضعونه على الرمال الساخنة في حر الظهيرة، ويضعون الصخور الثقيلة على بطنه فما يزالون يعذبونه، ولا يزيد على قوله: أحد أحد.
ولما اشتد الأذى، والاضطهاد، والتعذيب جاءوا يشكون إلى النبي ﷺ كما قال: خباب ﵁: «شكونا إلى رسول الله ﷺ وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا: ألا تدعو لنا ألا تستنصر لنا فقال ﷺ: قد كان من قبلكم يؤتى بالرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيفرق فرقتين ما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه».
فيا أيها الداعية ضح من أجل دعوتك، وجاهد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله فإن الجزاء عظيم يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الصف: ١٠ - ١٣).

1 / 366