The Foundations of Attaining God Almighty
أصول الوصول إلى الله تعالى
Penerbit
المكتبة التوفيقية
Nombor Edisi
الثانية
Lokasi Penerbit
القاهرة
Genre-genre
استدراج " .. تعصى ويكرمك، وتعصى ويزيدك، وتعصى ويبارك لك .. إذا سينتقم منك .. لا تطمئن، فهو - سبحانه - يجرك لينتقم منك، قال - تعالى - " سنستدرجهم من حيث لا يعلمون * وأملى لهم إن كيدى متين " (القلم: ٤٤ - ٤٥).
يقول صاحب الظلال فى هاتين الآيتين: " وإن شأن المكذبين وأهل الارض أجمعين لأهون وأصغر من أن يدبر الله لهم هذه التدابير .. ولكنه - سبحانه - يحذرهم نفسه ليدركوا أنفسهم قبل فوات الاوان، وليعلموا أن الامان الظاهر الذى يدعه لهم هو الفخ الذى يقعون فيه وهم مغرورون، وأن إمهالهم على الظلم والبغى والاعراض والضلال هو استدراج لهم إلى أسوأ مصير، وأنه تدبير من الله ليحملوا أوزارهم كاملة، ويأتوا إلى الموقف مثقلين بالذنوب، مستحقين للخزى والرهق والتعذيب .. وليس أكبر من التحذير، وكشف الاستدراج والتدبير، عدلا ولا رحمة، والله - سبحانه - يقدم لأعدائه وأعداء دينه ورسوله عدله ورحمته فى هذا التحذير وذلك النذير، وهم بعد ذلك وما يختارون لأنفسهم، فقد كشف القناع ووضحت الأمور!.
إنه - سبحانه - يمهل ولا يهمل، ويملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، وهو هنا يكشف عن طريقته وعن سننه التى قدرها بمشيئته، ويقول لرسوله ﷺ " فذرنى ومن يكذب بهذا الحديث " (القلم: ٤٤)، وخل بينى وبين المعتزين بالمال والبنين والجاه والسلطان، فسأملى لهم، وأجعل هذه النعمة فخهم! فيطمئن رسوله، ويحذر اعداءه .. ثم يدعهم لذلك التهديد الرعيب ".
1 / 157