309

The Forty Creedal Principles

الأربعون العقدية

Penerbit

دار الآثار

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

٢٠٢١ م

Lokasi Penerbit

مصر

Genre-genre

قال ابن العثيمين:
نفي الإدراك يدل على وجود أصل الرؤية؛ لأن نفي الأخص يدل على وجود الأعم، ولو كان الأعم منتفيًا لوجب نفيه وقيل: لا تراه الأبصار، لأن نفيه يقتضي نفي الأخص ولا عكس، ولأنه لو كان الأعم منتفيًا لكان نفي الأخص إيهامًا وتلبيسًا ينزه عنه كلام الله ﷿. (^١)
ثم يقال:
ولو تنزلنا مع الخصم وقلنا إن الرؤية هى الإدراك -على مستوى فهمهم- فيقال هنا بحمل الرؤية المنفية في هذه الأية على حال الحياة الدنيا. (^٢)
٢) ومن شبهات النفاة:
قوله تعالى (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي) قالوا: قوله تعالي: (لن تراني): يفيد نفي الرؤية مطلقًا؛ وذلك لأن " لن " تفيد النفي المؤبد، والنفي خبر، وخبر الله صدق لا يدخله النسخ. (^٣)
الجواب:
قد أجاب أهل العلم على ذلك فقالوا: حرف "لن" يفيد النفي المؤبد، مردود شرعًا ولغة
أما شرعًا:
فإن النفي إذا جاء بـ " لن" فلا يفيد النفى المؤبد؛ وإنما يفيد النفي المؤقت، بدليل قوله تعالي في اليهود: ﴿قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٩٤) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ

(^١) شرح الواسطية (ص/٤٥٦)
(^٢) يعني لو كان الإدراك بمعنى الرؤية لوجب التخصيص في الأية حتي تتفق مع أحاديث الرؤية. وممن ذهب إلى تفسير الإدراك بالرؤية: عائشة رضى الله عنها، والدارمي والبيهقي ونعيم بن حماد وابن قتيبة.
قال ابن قتيبة وأما قوله تعالى: ﴿لا تدركه الأبصار﴾ فليس ناقضًا لقوله ﷺ: "ترون ربكم يوم القيامة "؛ لأنه أراد -جل وعز- بقوله: "لا تدركه الأبصار" في الدنيا. ا. هـ
نقول:
وإن كان التوجيه الأقوي والأرجح شرعا ولغة هو التوجيه الأول، والله أعلم.
أما شرعًا: فلأن النبي -صلي الله عليه وسلم - قد نفي الرؤية في الدنيا بقوله " لن تروا ربكم حتى تموتوا"، فمن باب أولي أن يكون في ذلك تفي للإدراك، لأنه رؤية وزيادة. أما لغة: فقد سبق ذكره.
وانظر تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة (ص/٢٩٨) والرد على الجهمية (ص/١٢٤) وكتاب التوحيد لابن خزيمة بتعليق خليل هراس (ص/١٦٨)
(^٣) دراسات فى الفرق الإسلامية (ص/١٧٠)

1 / 330