The Farewell of the Prophet ﷺ to His Nation

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
63

The Farewell of the Prophet ﷺ to His Nation

وداع الرسول ﷺ لأمته

Penerbit

مطبعة سفير

Lokasi Penerbit

الرياض

Genre-genre

المبحث العاشر: اختياره ﷺ الرفيق الأعلى عن عائشة ﵂ قالت: كنت أسمع أنه لا يموت نبي حتى يخيَّر بين الدنيا والآخرة، فسمعت النبي ﷺ في مرضه الذي مات فيه، وأخذته بُحَّةٌ (١) [شديدة] يقول: ﴿مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ (٢)، قالت فظننته خُيِّرَ حينئذٍ (٣). وفي رواية عنها ﵂ أنها قالت: كان رسول اللَّه ﷺ وهو صحيح يقول: «إنه لم يقبض نبي قط حتى يُرى مقعده من الجنة ثم يُخيَّر»، قالت: فلما نزل برسول اللَّه ﷺ (٤) ورأسه على فخذي، غُشِيَ عليه ساعة، ثم أفاق فأشخص بصرهُ إلى السقف، ثم قال: «اللَّهم في الرفيق الأعلى»، فقلت: إذًا لا يختارنا، وعرفت أنه حديثه الذي كان يحدثنا وهو صحيح، قالت: فكان آخر كلمة تكلَّم بها رسول اللَّه ﷺ: «اللَّهم مع الرفيق الأعلى» (٥)، وقالت ﵂: سمعت النبي ﷺ وهو

(١) البُحةُ: غِلظٌ في الصوت. انظر: شرح النووي، ١٥/ ٢١٩. (٢) سورة النساء، الآية: ٦٩. (٣) البخاري، برقم ٤٤٣٦، و٤٤٣٧، و٤٤٦٣، و٤٥٨٦، و٦٣٤٨، و٦٥٠٩، ومسلم، برقم ٢٤٤٤. (٤) وفي البخاري: «فلما اشتكى وحضره القبض»، رقم ٤٤٣٧. (٥) البخاري، برقم ٤٤٣٧، و٤٤٦٣ ومسلم، ٢٤٤٤.

1 / 64