The Doctrine of the Ash'ari Majority on the Quran
مذهب جمهور الأشاعرة في القرآن
Genre-genre
وقال ابن خزيمة: "القرآن كلام الله، ووحيه، وتنزيله، غير مخلوق، ومن قال: شيء منه مخلوق، ... فهو جهمي" (^١).
وسئل القاضي أحمد بن كامل البغدادي تلميذ الإمام ابن جرير الطبري عمن قال: القرآن الذي قاله الله: ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة:٧٩]، وقال: ﴿فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ﴾ [الواقعة:٧٨] غير مخلوق، وأما ما بين أظهرنا يمسه الجنب والحائض فهو مخلوق.
فقال: وهذا مذهب الناشئ [هو أبو العباس ابن شرشير من رؤوس المعتزلة]، وهو كفر بالله العظيم، ... فالقرآن على أي وجه تلي وقرئ، فهو واحد، وهو غير مخلوق" (^٢).
وعلى كل حال فأقوال السلف التي فيها الدلالة الصريحة على أنّ الإنكار على الجهمية والمعتزلة كان بسبب قولهم بخلق القرآن العربي - المنزل، المثبت في المصاحف، المقروء بالألسنة، المحفوظ في الصدور-، كثيرة جدًا، وما تركنا ذكره أكثر مما ذكرناه بكثير، وسيأتي في المبحث التالي وهو حكم من قال: القرآن عبارة عن كلام الله المزيد من أقوال الأئمة في ذلك.
(^١) سير أعلام النبلاء (١٤/ ٣٧٩) مؤسسة الرسالة، ط/ الثالثة، ١٤٠٥ هـ ١٩٨٥ م. (^٢) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لأبي القاسم اللالكائي (٢/ ٣٩٨).
1 / 79