140

The Doctrinal Views of Muhammad Rashid Rida on the Major Signs of the Hour and Their Intellectual Impact

آراء محمد رشيد رضا العقائدية في أشراط الساعة الكبرى وآثارها الفكرية

Penerbit

مكتبة الإمام الذهبي للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م

Lokasi Penerbit

الكويت

Genre-genre

فكان يرد على شبه المستشرقين وافتراءاتهم على الإسلام تارة، ويكشف زيف افتراءات الكنيسة تارة أخرى، ويصحح العقائد المزلزلة في نفوس المستغربين تارة ثالثة، ويبين خطورة المذاهب الدخيلة والنحل الباطنية، كالبهائية والقاديانية وغيرهما، كل ذلك بأسلوب واضح، وحجة دامغه تتبختر اتضاحا، مضمنا ذلك كله الميزات التي يمتاز بها هذا الدين، فلقد رد على منكري الوحي عموما، وعلى الخصوص منكري الرسالة المحمدية، وبين أن الإسلام دين الفطرة والعقل، كما رد على منكري الجن، وهذا يدحض ما اتهم به من أنه أنكر وجودهم، وكذلك وضح سبق الإسلام في تحرير الرقيق والمرأة، وتكلم عن مقاصد القرآن في تربية النوع الإنساني، وأظهر عظمة القرآن في ما شرعة من نظم مالية وحربية وسياسية وغير ذلك. (١)
مثال ذلك رده على الذين يدعون أن الرسول ﷺ أخذ من علماء النصارى في الشام بقوله: «ولو كان النبي ﷺ تلقى عن علماء النصارى في الشام شيئًا أو عاشرهم لنقل ذلك أتباعه الذين لم يتركوا شيئًا علم عنه أو قيل فيه ولو لم يثبت إلا ودونوه ووكلوا أمر صحته أو عدمها إلى إسناده، ولو وقع ما ذكر لاتخذه أعداؤه من كبار المشركين شبهة يحتجون بها على أن ما يدعيه من الوحي قد تعلمه في الشام من النصارى، فإنهم كانوا يوردون عليه ما هو أضعف وأسخف من هذه الشبهة، وهو أنه كان في مكة قين «حداد» رومي يصنع السيوف وغيرها، فكان النبي ﷺ يقف عنده أحيانا يشاهد صنعته فاتهموه بأنه يتعلم منه، فرد الله عليهم بقوله ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ

(١) المفسرون مدارسهم ومناهجهم، د. فضل حسن عباس، صـ ١٣٠.

1 / 146