259

The Doctrinal Implications of Cosmic Verses

الدلالات العقدية للآيات الكونية

Penerbit

دار ركائز للنشر والتوزيع-الرياض

Lokasi Penerbit

اللملكة العربية السعودية

Genre-genre

٢ - إمساك السماء والأرض:
عن أبي هريرة a قال: سمعت رسول الله ﷺ يحكي عن موسى ﵇ على المنبر قال: "وقع في نفس موسى ﵇: هل ينام الله ﷿؟ فأرسل الله إليه ملكا، فأرقه ثلاثا، وأعطاه قارورتين، في كل يد قارورة، وأمره أن يحتفظ بهما. قال: فجعل ينام وتكاد يداه تلتقيان، ثم يستيقظ فيحبس إحداهما عن الأخرى، حتى نام نومه، فاصطفقت يداه فتكسرت القارورتان. قال: ضرب الله له مثلًا إن الله لو كان ينام لم تستمسك السماء والأرض" (^١).
٣ - ماذا يحدث لو عصت السماوات والأرض:
روي عن موسى ﵊ أنه قال: " يا رب لو أن السموات والأرض حين قلت لهما ﴿ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا﴾ عصياك ما كنت صانعا بهما؟ قال كنت آمر دابة من دوابي فتبتلعهما، قال: يا رب وأين تلك الدابة؟ قال: في مرج من مروجي، قال: يا رب وأين ذلك المرج؟ قال علم من علمي" (^٢).
وقد دلت الآية على خلافه لأن الله سبحانه أمرهما أن يأتيا طوعا أو كرها فكيف تعصيانه؟ وإن عصته كيف لا تأتيان كرها؟ فإنما أمره إن أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.

(^١) رواه ابن أبي حاتم: ١٠/ ٣١٨٦، والطبري في تفسيره: ٥/ ٣٩٤، وأبو يعلى في مسنده، تحقيق حسين أسد، دار الثقافة العربية، دمشق، ط ١: ١٢/ ٢١، قال ابن كثير: وهذا حديث غريب جدا، والأظهر أنه إسرائيلي لا مرفوع. وقال في موضع أخر: "حديثًا غريبًا بل منكرًا". انظر تفسير ابن كثير: ١/ ٦٧٩، ٣/ ٥٥٨.
(^٢) انظر: الكشف والبيان، لأبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، تحقيق: أبو محمد بن عاشور، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط ١: ٨/ ٢٨٧، وتفسير القرطبي: ١٥/ ٣٤٤، ولم يذكرا له سندًا، وإنما قال الثعلبي بلغنا، ولم أعثر عليه في كتب السنة.

1 / 277