243

The Doctrinal Implications of Cosmic Verses

الدلالات العقدية للآيات الكونية

Penerbit

دار ركائز للنشر والتوزيع-الرياض

Lokasi Penerbit

اللملكة العربية السعودية

Genre-genre

مادة، ولا في مدة، وأنهما يفنيان أو يعدمان، أو أن الجنة تفنى أيضا: كل ذلك مخالف لنصوص القرآن" (^١).
وهذا القول لم يقل به أحد من سلف الأمة، بل المتواتر عنهم أنهما خلقتا من مادة، وفي مدة، كما دل عليه القرآن (^٢) قال الله تعالى: ﴿قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٩) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (١٠) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (١١) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ (^٣)، وقال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ (^٤).
وقد ثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو ﵄ عن النبي ﷺ أنه قال: "إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء" (^٥).
وقد أخبر سبحانه أنه استوى إلى السماء الدنيا وهي دخان، فقال لها وللأرض:
﴿ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾ (^٦).
"وثبت عن غير واحد من الصحابة والتابعين وغيرهم من علماء المسلمين

(^١) بيان تلبيس الجهمية: ١/ ١٥٩.
(^٢) انظر: المرجع السابق: ١/ ١٥٢ - ١٥٤.
(^٣) فصلت: ٩ - ١٢.
(^٤) البقرة: ٢٩.
(^٥) سبق تخريجه: ٢٠٣.
(^٦) فصلت: ١١.

1 / 261