The Doctrinal Implications of Cosmic Verses
الدلالات العقدية للآيات الكونية
Penerbit
دار ركائز للنشر والتوزيع-الرياض
Lokasi Penerbit
اللملكة العربية السعودية
Genre-genre
مالك كُل شيء، والقادر على كل شيء فلا يعجزه شيء، فهابوه ولا تخالفوه، واحذروا نقمته وغضبه، فإنه العظيم الذي لا أعظم منه، القدير الذي لا أقدر منه" (^١).
وأخبر الله ﷿ أنه الحاكم المالك المتصرف في أهل السموات والأرض فيغفر لمن يشاء، ويعذب من يشاء (^٢)، فقال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ (^٣).
وكان المشركون يسألون رسولهم العذاب من السماء، قال تعالى عنهم: ﴿وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (١٨٦) فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ (^٤)، أي: جانبا من السماء، أو عذابًا من السماء (^٥).
وقال تعالى عن المشركين أنهم قالوا: ﴿وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (^٦).
وبين ﷺ أن الذنوب ولو عظمت وبلغت السماء فإن الله ﷿ يغفرها ولا يبالي، ففي حديث أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ قال: "لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم السماء ثم تبتم لتاب عليكم " (^٧).
(^١) تفسير ابن كثير: ٢/ ١٨٣، وانظر: تفسير: الطبري: ٢٦/ ٩٣.
(^٢) انظر: تفسير ابن كثير: ٧/ ٣٣٧، وتفسير ابن سعدي: ٧٩٢.
(^٣) الفتح: ١٤.
(^٤) الشعراء: ١٨٦ - ١٨٧.
(^٥) انظر: تفسير القرطبي: ١٣/ ١٣٦.
(^٦) الأنفال: ٣٢.
(^٧) سنن ابن ماجه، كتاب الزهد، باب ذكر التوبة: ٤٥٨ برقم (٤٢٤٨)، قال البوصيري في مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه: ٢/ ٣٤٦ برقم (١٥٢٦): "إسناده حسن"، وقال الألباني في صحيح ابن ماجه: ٢/ ٤١٧ برقم (٣٤٢٦) "حسن صحيح".
1 / 252