The Desire for Reading and Seeking Knowledge
المشوق إلى القراءة وطلب العلم
Penerbit
دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع
Nombor Edisi
الثانية؛ ١٤٢٢ هـ
Genre-genre
فإذا أوجدنا القرَّاء وُجِد معهم كلُّ شيءٍ، وإلا فقل لي -بربك-: ما قيمة كل تلك الوسائل ولا مستفيد ولا راغب ولا طالب!!؟.
- ٤ -
إنَّ ضعفَ الهمم عن القراءة وطلب العلم كان سببًا رئيسًا في ضياع جزءٍ ليس بالقليل من هذه الثروة، كما كان للجهل، وعدم الوعي بقيمتها، وانتشار الحروب والفتن= آثارٌ أخرى لا يُستهان بها.
وقد أنحى الإمام ابن الجوزي (١) (٥٩٧) ﵀ باللائمة على ضعف الهِمَّة في اندثار كثير من كتب العلم: قال: «كانت همم القدماء من العلماء عَلِيَّة، تدلُّ عليها تصانيفهم، التي هي زبدة أعمارِهم، إلا أن أكثر تصانيفهم دَثَرت، لأن هِمم الطلاب ضعُفت، فصاروا يطلبون المختصرات ولا ينشطون للمطوَّلات، ثم اقتصروا على ما يدرسون به من بعضها، فدَثَرت الكتب ولم تُنسخ» (٢) اهـ.
فإن كان هذا هو تعليلُ ابنِ الجوزيِّ في تلك الفترة، وهو يرى أبا الوفاء ابنَ عقيل الحنبلي (٥١٣) صاحب كتاب «الفنون» في (٨٠٠ مجلد)، ويرى ابنَ الخشَّاب النحوي (٥٦٧) صاحب التصانيف العديدة
_________
= من نسخ الكتب» فيه -أيضًا-: (٣/ ٨٩٨- ٨٩٩) .
(١) وقبله الإمام ابن جرير الطبري في خبره المشهور في تدوين التفسير والتاريخ. وكذلك الإمام ابن عبد البر في «جامع بيان العلم»: (١/ ٢١)، قال وهو يتحدّث عن دروس العلم: «وإن كان لعَمْري قد دَرَس منه الكثير بعدم العناية، وقِلَّة الرِّعاية، والاشتغال بالدنيا، والكَلَب عليها» اهـ. ومثلهم الواحدي (٤٦٨) في مقدمة كتابه «الوجيز» .
(٢) «صيد الخاطر»: (ص/ ٥٥٦- ٥٥٧) .
1 / 11