The Delight of Publication in the Interpretation of the Ten Commandments
أطيب النشر في تفسير الوصايا العشر
Penerbit
مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Genre-genre
نظرة لما يحل وما يحرم، فلسان حال الكثيرين اليوم يقول: إن الغاية تبرر الوسيلة، وإذا كنا نتحدث عما حل بالمسلمين اليوم وقلوبنا تنزف أسى وحسرة، لا نملك إلا أن نصرخ بالصوت العالي الجهور، ونقول: أيها المسلمون عودوا إلى كتاب ربكم لتعود عزتكم فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين١، عودوا إلى سنة نبيكم تعود لكم استقامتكم وتتحقق سلامتكم قال أبوداود ﵀: حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا الوليد بن مسلم٢، حدثنا ثور بن يزيد قال: حدثني خالد بن معدان قال: حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي٣، وحجر بن حجر٤ قالا: أتينا العرباض بن سارية وهو ممن نزل فيه ﴿وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ﴾ ٥ فسلمنا وقلنا: أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسين، فقال العرباض: "صلى بنا رسوله الله ﷺ ذات يوم، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله؛ كأن هذه موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا؟ قال:
"أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن عبدًا حبشيًا٦، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء٧ المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ٨، وإياكم ومحدثات٩ الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة" ١٠. فكما أرشدنا المصطفى ﷺ إلى التمسك بسنته أمرنا الله ﷿ بأخذ كل ما أمر به ﷺ، وترك كل ما نهى عنه قال تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ ١١ وحذر جل شأنه من مخالفة نبيه ﷺ فقال: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِه
١ إقرأ الآية ٨ من (سورة المنافقين) . ٢ ثقة، كثير التدليس، ولا يضر هنا لأنه صرح بالتحديث. ٣ مقبول مات سنة عشر ومائة. ٤ مقبول أيضًا. ٥ الآية ١٩٢ التوبة. ٦ أي وإن ولي عليكم عبد حبشي. ففيه الأمر بطاعة ولي الأمر ما أقام الدين وحكم بالشريعة. ٧ هم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي ﵃ أجمعين وعن كافة أصحاب رسوله الكريم. ٨ النواجذ أقصى الأضراس، أو هي الأنياب، أو التي تلي الأنياب، أو هي الأضراس كلها. (ترتيب القاموس ٤/٣٢٧) . ٩ جمع محدثة- بالفتح- وهي ما لم يكن معروفًا في كتاب ولا سنة ولا إجماع. (النهاية ١/ ٣٥١) . ١٠ سنن أبى داود ٥/١٣ وأخرجه الترمذي من طريق أخرى عن خالد وقال: هذا حديث حسن صحيح (الجامع ٥/ ٤٤) . ١١ الآية ٧ الحشر.
71 - 72 / 38