القول الفصل في العمل بالحديث المرسل
القول الفصل في العمل بالحديث المرسل
Penerbit
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Nombor Edisi
السنة السادسة عشرة،العدد الثاني والستون
Tahun Penerbitan
ربيع الآخر - جمادى الآخرة ١٤٠٤هـ/١٩٨٤م
Genre-genre
وأبي بكر الرازي بتقديم المسند على المرسل عند التعارض، وأن المرسل دون المسند بالرغم من قبوله والعمل به.
- ب - المذهب الثاني: رد المرسل:
قال الإمام مسلم- ﵀ في مقدمة صحيحه: "والمرسل من الروايات في أصل قولنا وقول أهل العلم بالأخبار ليس بحجة"١.
وهو قول عبد الرحمن بن مهدي ويحي بن سعيد القطان وابن المديني وأبي خيثمة زهير بن حرب ويحي بن معين وابن أبى شيبة والبخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وغيرهم من أئمة الحديث٢.
قال ابن أبى حاتم: "سمعت أبي وأبا زرعة يقولان: لا يحتج بالمراسيل ولا لقوم الحجة إلا بالأسانيد الصحاح المتصلة"٣. وهو قول جمهور الشافعية واختيار إسماعيل القاضي وابن عبد البر وغيرهما من المالكية والقاضي أبي بكر الباقلاني وجماعة كثيرون من أئمة الأصول.
والحجة في رد المرسل هو أنا إذا قبلنا خبر من لا نعلم حاله في الصدق والعدالة ممن حاله على خلاف ذلك، فنقول على الدين والشرع ما لم نتحقق من صحته، قال تعالى: ﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾، وقال ﷿: ﴿وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾ .
وروى الحاكم في كتابه (علوم الحديث) عن يزيد بن هارون قال: "قلت لحماد بن زيد: يا أبا إسماعيل هل ذكر الله ﷿ أصحاب الحديث في القرآن؟ " قال: "نعم، ألم تسمع إلى قوله ﷿: ﴿لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ﴾، فهذا فيمن رحل في طلب العلم ثم رجع به إلى من وراءه ليعلمهم إياه"، وقال الحاكم: "في هذه الآية دليل على أن العلم المحتج به هو المسموع دون المرسل"٤.
ومن الأدلة على رد المرسل ما رواه أبو داود في سننه في حديث عن ابن عباس- ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: "تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن يسمع منكم". وما رواه الشافعي- ﵀ قال: قال عبد الله بن مسعود ﵁ قال رسول الله ﷺ: "نضّر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها ثم أداها
_________
١ الإمام مسلم: الجامع الصحيح. ج. ص ١٣٢.
٢ العلائي: جامع التحصيل في أحكام المراسيل. ص٣٠.
٣ ابن أبى حاتم: كتاب المراسيل. ص ٧.
٤ الحاكم: معرفة علوا الحديث. ص ٢٦.
1 / 36