302

التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم

التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم

Penerbit

دار إحياء الكتب العربية

Nombor Edisi

الثالثة

Tahun Penerbitan

١٣٨١ - ١٣٨٢ هـ = ١٩٦١ - ١٩٦٢ م

Lokasi Penerbit

مصر

Genre-genre

أَمَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ (^١)؟ وَذلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهذَا عِيدُنَا (^٢)». وَفِي رِوَايَةٍ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ فِي أَيَّامِ مِنىً تُغَنِّيَانِ وَتَضْرِبَانِ (^٣) وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ مُسَجًّى بِثَوبِهِ (^٤)، فَانْتَهَرَهُمَا أَبُو بَكْرٍ، فَكشَفَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْهُ وَقَالَ: «دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ».
وَعَنْهَا قَالَتْ: كَانَ يَوْمَ عِيدٍ يَلْعَبُ السُّودَانُ بِالدَّرَقِ وَالحِرَابِ (^٥) فَإِمَّا سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ (^٦) وَإِمَّا قَالَ تَشْتَهِينَ تَنْظُرِين (^٧)؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ فَأَقَامَنِي وَرَاءَهُ، خَدِّي عَلَى خَدِّهِ (^٨) وَهُوَ يَقُولُ: «دُونَكُمْ يَا بَنِي أَرْفِدَةَ» (^٩) حَتَّى إِذَا مَلِلْتُ (^١٠) قَالَ: «حَسْبُكِ» (^١١) قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: «فَاذْهَبِي». وَفِي رِوَايَةٍ: جَاءَ حَبَشٌ يَزْفِنُونَ فِي يَوْمِ عِيدٍ فِي المَسْجِدِ فَدَعَانِي النَّبِيُّ ﷺ فَوَضَعْتُ رَأْسِي عَلَى مَنْكِبِهِ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى لَعِبِهِمْ حَتَّى كُنْتُ أَنَا الَّذِي انْصَرَفْتُ عَنِ النَّظَرِ إِلَيْهِمْ (^١٢). رَوَاهُمَا الشَّيْخَانِ وَالنَّسَائِيُّ.
• عَنْ أَنَسٍ ﵁ قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ المَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ: «مَا هذَانِ اليَوْمَانِ؟» قَالُوا:

(^١) سماه بذلك لأنَّهُ يلهي القلب عن ذكر الله، وأنكر عليها ما يفهمه من أن اللهو حرام.
(^٢) وسرورنا، فلا بأس بالقليل منه كالعرس الذي سيأتي إن شاء الله في النكاح.
(^٣) أي بالدف.
(^٤) مغطى به.
(^٥) الدرق جمع درقة وهي ما يتقي به المجاهد السلاح، والحراب جمع حربة.
(^٦) أن أنظر إلى لعبهم.
(^٧) تحبين النظر إليهم.
(^٨) وذقني على منكبه لأستتر به ﷺ، وفيه إشارة إلى بلوغها منه ﷺ ما لم يبلغه غيرها.
(^٩) دونكم: ظرف منصوب على الإغراء أي الزموا هذا اللعب يا بني أرفدة كأعمدة جد الحبشة الأكبر.
(^١٠) كفرحت: سئمت النظر إلى المهم.
(^١١) أي كفاك ذلك.
(^١٢) يزفنون: بياء فزاي فاء فنون كيضربون، أي يرقصون ويثبون بالسلاح وكانت تلك عادتهم في اللعب، ففيه منه ﷺ نهاية اللطف والرفق بالنساء، كما أن فيه طلبهم إلى نظر اللعب المباح، وسيأتي الغناء وتحرير حكمه في كتاب الأدب إن شاء الله.

1 / 305