67

The Correct Say in Responding to Those Who Deny the Division of Tawheed

القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد

Penerbit

دار ابن القيم،الدمام،المملكة العربية السعودية / دار ابن عفان،القاهرة

Nombor Edisi

الثالثة

Tahun Penerbitan

١٤٢٢هـ/٢٠٠١م

Lokasi Penerbit

مصر

Genre-genre

شجر أو حجر فإنَّ ذلك لا يكون شركًا ما لم يعتقد العابد فيها أنَّ لها شيئًا من صفات الربوبية، وعلى هذا فقول النبي ﷺ: "من مات وهو يدعو من دون الله ندًّا دخل النَّار" ينقصه هذا القيد "وهو أن يعتقد في المدعو شيئًا من صفات الربوبية"!!. وهل أهل العلم من الصحابة والتابعين وأتباعهم لم يفطنوا لهذا القيد ولا عرفوه حتى جاء هذا الكاتب وأمثاله في القرن الرابع عشر فنبهوا عليه "لقد جئتم ببدعة ظلمًا، أو فقتم أصحاب محمد علمًا"! فسبحان الله هدى من شاء إلى الحق بفضله وخذل من شاء من الخلق بعدله، له الحكمة البالغة. وعلى كلٍّ فهذه الدعوى التي ادَّعاها الكاتب وانتصر لها هي دعوى كاذبة مناقضة لأصول الدين ومخالفة لأسسه وقواعده، ومضادة لأدلة الكتاب والسنَّة؛ فإنَّ نصوص القرآن الكريم المشتملة على الدعوة إلى إخلاص الدين لله وإفراده وحده بجميع أنواع العبادة وهي كثيرة جدًا فيها أبلغ رد على الكاتب في دعواه المتقدمة. ومن ذلك قول الله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَّتَّخِذُ مِن دُونِ اللهِ أَندَادًا يُّحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالذِينَءَامَنُوا أَشَدُّ حُبًّا للهِ﴾ ١. ففي هذه الآية "يذكر تعالى حال المشركين به في الدنيا وما لهم في الدار الآخرة، حيث جعلوا أندادًا، أي: أمثالًا ونظراء يعبدونهم معه ويحبونهم كحبه، وهو الله لا إله إلا هو، ولا ضدَّ له ولا ندَّ له، ولا شريك معه، وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: قلت: يا رسول الله أيّ الذنب

١ سورة البقرة، الآية ١٦٥.

1 / 72