56

المختصر المفيد في عقائد أئمة التوحيد

المختصر المفيد في عقائد أئمة التوحيد

Penerbit

مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Lokasi Penerbit

بيروت - لبنان

Genre-genre

المبحث الخامس كمال الله المطلق من جميع الوجوه أوجب له سبحانه وحدانيته في ربوبيَّته وألوهيَّته، وبه جزم الموحدون ببطلان تأله كل ما يعبد من دونه، ووجوب (١) ذلك ثابت بالعقل والفطرة والشرع قال الشيخ سليمان بن عبد الله رحمهما الله تعالى: «وهو سبحانه ينعم عليك ويحسن إليك بنفسه، فإن ذلك موجب ما تسمَّى به ووصف به نفسه، إذ هو الرحمن الرحيم، الودود المجيد، وهو قادر بنفسه، وقدرته من لوازم ذاته، وكذلك رحمته وعلمه وحكمته، لا يحتاج إلى خلقه بوجه من الوجوه، بل هو الغني عن العالمين: ﴿وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ﴾ [النمل: ٤٠]. فالرب سبحانه غني بنفسه، وما يستحقه من صفات الكمال ثابت له بنفسه، واجب له من لوازم ذاته، لا يفتقر في شيء من ذلك إلى غيره، ففعله وإحسانه وجوده من كماله، لا يفعل شيئًا لحاجة إلى غيره بوجه من الوجوه، بل كل ما يريد فعله فإنه فعَّال لمَا يريد. وهو سبحانه بالغ أمره، فكل ما يطلبه فهو يبلغه ويناله ويصل إليه وحده ولا يعينه أحد، ولا يعوقه أحد، لا يحتاج في شيء من أموره إلى معين، وما له من المخلوقين من ظهير، وليس له ولي من الذل، قاله شيخ الإسلام» (٢).

(١) المقصود بالوجوب العقلي والفطري: استحالة قَبولهما لغير التوحيد، والبراءة من كل ما يعبد من دون الله. والوجوب الشرعي: الثواب والعقاب القائمان على فعل التوحيد، وعلى اقتراف الشرك. (٢) «تيسير العزيز الحميد»: (ص ٣٣).

1 / 64