الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة
الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة
Penerbit
مجلة الحكمة
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
Lokasi Penerbit
مانشستر - بريطانيا
Genre-genre
هو مكتوب في اللوح المحفوظ باللغة العربية؟ فقال ﵁: نعم، وبعضه بالسريانية فقلت: وما هذا البعض؟ فقال ﵁: فواتح السور.
قال ﵁: ولا يعلم ما في فواتح السور إلا أحد رجلين: رجل ينظر في اللوح المحفوظ، ورجل يخالط ديوان الأولياء أهل التصرف ﵃، وغير هذين الرجلين لا طمعية له في معرفة فواتح السور أبدًا.
وسألته ﵁: عن (الم) التي في أول البقرة، وعن (الم) التي في أول سورة آل عمران، هل أشير بهما إلى شيء واحد أو معناهما مختلف؟ .
فقال ﵁: بل معناهما يختلف، وكل واحدة منهما قد شرحت بما في سورتها، سمعت هذا الكلام منه في أول ما لقيته، فعلمت أنه ﵁ من كابر الأولياء؛ لأني رأيت أكابر الصوفية ﵃ إذا تعرضوا لفواتح السور ورمزوا إلى شيء مما ذكره الشيخ ﵁، صرحوا بأنه لا يعرف معنى فواتح السور إلا الأولياء الذين هم أوتاد الأرض، فكانت هذه عندي شهادة عظيمة بولاية هذا السيد الجليل، رزقنا الله محبته ووصلنا إلى العلوم التي تبدو لنا عنه، ولم يتعاط شيئًا منها لا في كبره ولا في صغره، بل ولا قرأ القرآن ولا يحفظ منه إلا سورًا قليلة من حزب (سبح) وإذا سمعته يتكلم في تفسير آية سمعت العجب العجاب، وهذه نصوص من أكابر الصوفية ﵃ الشاهدة بولايته وجميع ما أشار إليه الشيخ ﵁".
وفي موضع آخر:
"وسألته ﵁ عن قوله تعالى: ﴿يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ﴾.
فإن علماء التفسير ﵃ اختلفوا في ذلك اختلافًا كثيرًا وذكرت له بعض ما قالوه.
فقال ﵁: لا أفسر لكم الآية إلا بما سمعت من النبي ﷺ يذكره لنا في تفسيرها بالأمس.
فقال ﵁: إن ما يقع في خواطر العباد مما يتعلق بالأمور الكائنة على قسمين قسم لا يقع وإليه الإشارة بقوله: ﴿يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ﴾ وقسم يقع وإليه الإشارة بقوله ﴿وَيُثْبِتُ﴾ يعني أن الخواطر المتعلقة بالأمور الاستقبالية كنزول مطر وقدوم قادم ووقوع حادث منها ما يخيب وهو الممحو، ومنها ما يجيب بالجيم وهو المثبت (وعنده) تعالى (أم الكتاب) وهو العلم القديم الذي لا يخيب أصلًا، هكذا فسره النبي ﷺ فاعتمده واطرح ما سمعت من غيره، وذلك أني كنت سمعت منه في الآية تفسيرًا آخر طالما أفصح فيه عن حقائق عرفانية والله تعالى أعلم".
وقال في موضع آخر:
"وسألته ﵁: عن قوله تعالى: ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾.
هل هذا خاص بموسى ﵇؟ وهل ما يذكر السادات الصوفية ﵃ من المكالمة حق مثل قول الشيخ العارف بالله أبي الحسن الشاذلي ﵁ في الحزب الكبير: وهب لنا مشاهدة تصحبها مكالمة.
فقال ﵁: ما ذكره الشيخ أبو الحسن وغيره من
1 / 262