246

The Concise Commentary on the Holy Quran

المختصر في تفسير القرآن الكريم

Nombor Edisi

الثالثة

Tahun Penerbitan

١٤٣٦ هـ

Genre-genre

٣١ - فلما سمعت امرأة العزيز إنكارهن عليها واغتيابهن إياها بعثت إليهن تدعوهن ليرين يوسف فيعذرنها، وهَيَّأت لهن محلًّا فيه فراش ووسائد، وأعطت كل واحدة من المدعوات سكينًا تقطع به الطعام، وقالت ليوسف ﵇: اخرج عليهن، فلما نظرن إليه أعظمنه، واندهشن لحسنه، وانبهرن بجماله، وجرَّحن أيديهن من شدة الانبهار به بالسكاكين المعدّة لقطع الطعام، وقلن: تنزه الله، ليس هذا الغلام بشرًا، فما هو فيه من الجمال لم يُعْهد في البشر، ليس إلا مَلَكًا كريمًا من الملائكة الكرام.
٣٢ - قالت امرأة العزيز للنسوة لما رأت ما أصابهن: هذا هو الفتى الَّذي عَيَّرتُنَّني بسبب حبه، ولقد طلبته، واحتَلْتُ لإغوائه، فامتنع، ولئن لم يفعل ما أطلب منه مستقبلًا ليدخلنّ السجن، وليكونن من الولاء.
٣٣ - قال يوسف ﵇ داعيًا ربه: يا رب، السجن الَّذي هددتني به أحب إليَّ مما يدعونني إليه من فعل الفاحشة، وإذا لم تكشف عني مكرهن أَمِل إليهن، وأكن من الجاهلين إن مِلْتُ إليهن، وطاوعتهن فيما يردن مني.
٣٤ - فأجاب الله دعوته، وكشف عنه مكر امرأة العزيز ومكر نسوة المدينة، إنه ﷾ السميع لدعاء يوسف، ولدعاء كل داع، العليم بحال وحال غيره.
٣٥ - ثم كان من رأي العزيز وقومه لما شاهدوا الأدلة على براءته أن يسجنوه -حتَّى لا تنكشف الفضيحة- إلى مدة غير معلومة.
٣٦ - فسجنوه، ودخل معه غلامان في السجن، قال أحد الغلامين ليوسف: إني رأيت في المنام أني أعصر العنب ليصير خمرًا، وقال الثاني: إني رأيت أني أحمل فوق رأسي خبزًا تأكل الطيور منه، أخبرنا -يا يوسف- بتفسير ما رأينا، إنا نراك من أهل الإحسان.
٣٧ - قال يوسف ﵇: لا يأتيكما طعام يجري عليكما من الملك أو غيره إلا بيَّنت لكما حقيقته وكيفيته قبل أن يأتيكما، ذلكما التأويل الَّذي أعلمه هو مما علَّمنيه ربي، لا من الكهانة ولا من التنجيم، إني تركت دين قوم لا يؤمنون بالله، وهم بالآخرة كافرون.
[مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
• بيان جمال يوسف ﵇ الَّذي كان سبب افتتان النساء به.
• إيثار يوسف ﵇ السجن على معصية الله.
• من تدبير الله ليوسف ﵇ ولطفه به تعليمه تأويل الرؤى وجعلها سببًا لخروجه من بلاء السجن.

1 / 239