174

The Compendium of Fasting Rulings

الجامع لأحكام الصيام

Genre-genre

...وعاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم على الصحيح، وهو ما ذهب إليه جمهور العلماء وليس اليوم التاسع كما يقول قلَّة منهم، وذلك أن كلمة عاشوراء بمعنى اليوم العاشر هي مقتضى الاشتقاق والتسمية، وأنَّ اليوم التاسع يسمى تاسوعاء. ثم إن الأحاديث تدل على هذا، فعن عبد الله بن عباس ﵁ قال ﴿أمر رسول الله ﷺ بصوم عاشوراء يوم العاشر﴾ رواه الترمذي (٧٥٢) وقال [حديث ابن عباس حديث حسن صحيح] وعن عائشة ﵂ ﴿أن النبي ﷺ أمر بصيام عاشوراء يوم العاشر﴾ رواه البزَّار (١٠٥١) . قال الهيثمي [رجاله رجال الصحيح] وهما حديثان يدلان على أن عاشوراء هو اليوم العاشر منطوقًا. وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ ﴿لئن بقيتُ إلى قابل لأصومنَّ التاسع – وفي رواية أبي بكر قال: يعني يوم عاشوراء -﴾ رواه مسلم (٢٦٦٧) وأحمد بن حنبل والبيهقي. وفي رواية ثانية لمسلم (٢٦٦٦) وأبي داود من طريقه ﵁ بلفظ ﴿... قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظِّمُه اليهود والنصارى، فقال رسول الله ﷺ: فإذا كان العام المقبل – إن شاء الله – صمنا اليوم التاسع قال: فلم يأتِ العامُ المقبلُ حتى توفي رسول الله ﷺ﴾ وهذا الحديث يدل أيضًا على أن عاشوراء هو اليوم العاشر وليس التاسع كما توهم عدد من الفقهاء، وذلك أن الرسول ﷺ كان يصوم عاشوراء كما هو ثابت في النصوص ويقول هذا الحديث إن الرسول ﷺ نوى أن يصوم اليوم التاسع إلا أنه توفي قبل أن يصومه فلم يصمه مما يدل دلالة بالغة القوة والوضوح على أن العاشر هو ما كان رسول الله ﷺ يصومه، وأن اليوم التاسع لم يصمه الرسول ﵊ مطلقًا، وقد جاء اللفظ عند ابن ماجة (١٧٣٦) مبيِّنًا علة صيام اليوم

1 / 174