167

The Commentary on the Perfect Rules

التعليق على القواعد المثلى

Penerbit

دار التدمرية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Genre-genre

آدم بقدرته كما خلق الأنعام بقدرته، فجعل آية (ص) كآية (ياسين).
وقد فنَّد شيخ الإسلام ﵀ هذا القول ببيان الفرق بين الآيتين في الأسلوب، فقال: إنه في آية (ياسين) أضاف الفعل إلى الأيدي، وقال: " مما عملت أيدينا " [يس: ٧١]، كما قال في الآية الأخرى: " فبما كسبت أيديكم " [الشورى: ٣٠]؛ وأما في آية (ص) فأضاف الفعل إلى نفسه وعداه إلى اليد بالباء فقال: " ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي " [ص: ٧٥].
وأيضًا؛ فإنه ذكر الأيدي في آية (ياسين) بلفظ الجمع، وفي آية (ص) بلفظ التثنية؛ وأيضًا فإنه ذكر نفسه هو ﷾ بصيغة الجمع في آية (ياسين)، وذكر نفسه في آية (ص) بلفظ المفرد، ثم نظَّر لهذه الآيات، فقال: إن آية (ياسين) من حيث إسناد الفعل إلى الأيدي كآية الشورى " فبما كسبت أيديكم " [الشورى: ٣٠]، وآية ياسين من حيث ذكر المثنى بصيغة الجمع كقوله: " تجري بأعيننا " [القمر: ١٤] فذكر المثنى بصيغة الجمع، وقوله تعالى: " ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي " [ص: ٧٥] نظير لقوله: " بل يداه مبسوطتان " [المائدة: ٦٤] من حيث ذكر اليدين بلفظ التثنية، فبان من ذلك بطلان من يجعل آية (ص) كآية (ياسين)؛ بل بينهما فروق.
إذن؛ فآية (ياسين) لا تدل على حصول الخلق باليدين، فلا تدل على أن الله خلق الأنعام بيديه بينما آية (ص) تدل على أن الله خلق آدم بيديه، والقول بأن آية (ياسين) تدل على خلق الأنعام باليدين يؤدي إلى أن آدم ليس له فضيلة وليس له خصوصية، وكذلك إذا قيل: إن آية (ص) كآية (ياسين) لا تدل على الخلق باليدين، فإن ذلك يقتضي نفي اختصاص آدم بهذا الشرف وهذه الفضيلة.
والحاصل: أنه يفرق في اللغة العربية بين إسناد الفعل إلى الأيدي وإسناد الفعل إلى الفاعل وتعديته إلى اليد أو اليدين بالباء، ففرق بين قول

1 / 174