The Clearest Exegesis
أوضح التفاسير
Penerbit
المطبعة المصرية ومكتبتها
Nombor Edisi
السادسة
Tahun Penerbitan
رمضان ١٣٨٣ هـ - فبراير ١٩٦٤ م
Genre-genre
﴿يَابَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ﴾ احذروا لئلا يضلنكم ﴿إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ﴾ معشره وجنوده ﴿مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ﴾ لأنهم أجسام شفافة لا ترى ﴿إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ أي قرناء لهم وأعوانًا
﴿وَإِذَا فَعَلُواْ﴾ أي إذا فعل الذين لا يؤمنون ﴿فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَآ آبَاءَنَا﴾ في حين أن تقليد المذنب في ذنبه، والآثم في إثمه لا يقوم عذرًا للمقلد ﴿وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا﴾ احتجوا بتقليد الجهال، وافتروا على ذي الجلال وظنوا أن علم الله تعالى بكفرهم أمر منه به، ورضا عنه
﴿قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ﴾ بالعدل؛ فيجب اتباع أمره؛ لا معاندته ﴿وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ أي توجهوا بكليتكم إليه، وأخلصوا نفوسكم عند كل سجود. أو أقيموا وجوهكم بالدعاء له في مواطن الصلاة؛ ألا ترى إلى قوله تعالى: ﴿هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ﴾ وكان ذلك عند دخوله المحراب ﴿وَادْعُوهُ﴾ اعبدوه ﴿مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ أي مخلصين له العبادة؛ لأن العبادة بلا إخلاص كلا عبادة (انظر آية ١٧ من سورة البقرة) ﴿كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ﴾
أي كما بدأكم من العدم، يعيدكم بعد العدم
﴿فَرِيقًا هَدَى﴾ الله بهدايته ﴿وَفَرِيقًا حَقَّ﴾ وجب ﴿عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ﴾ استوجبوها بانصرافهم عن نداء الحق؛ ونبذهم كلام ربهم وراء ظهورهم؛ ولم يوجب ربهم الضلالة عليهم ظلمًا لهم؛ وكيف لا يستحقونها وقد وصفهم الله تعالى بقوله ﴿إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ﴾ يوالونهم ويعبدونهم ﴿مِن دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ﴾ فحق عليهم غضب ربهم، ووجب انتقامه منهم؛ بتركهم في ضلالهم يعمهون
﴿يَابَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ أي البسوا أفخر ثيابكم وأطهرها؛ قيل: إنهم كانوا يطوفون بالبيت عرايا فنزلت. ﴿وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ﴾ أي ﴿كُلُواْ وَاشْرَبُواْ﴾ مما أحله الله ﴿وَلاَ تُسْرِفُواْ﴾ بتناول ما حرم. أو ﴿كُلُواْ وَاشْرَبُواْ﴾ ما يكفي لحفظ
⦗١٨٣⦘ أودكم، وبقاء حياتكم ﴿وَلاَ تُسْرِفُواْ﴾ بالزيادة على ذلك؛ ولا يجوز لإنسان يؤمن ب الله واليوم الآخر أن يطعم هو وأولاده فاخر الطعام، وجاره يتضور جوعًا، ويفتقر إلى الخبز القفار؛ وكفى بالمرء سرفًا أن ينيل بطنه كل ما تشتهي وقد جرت عادة أفاضل القوم على أن يطعمون الغير ما يشتهونه هم، ويحرمون أنفسهم مما يبتغون؛ زجرًا لها وتأديبًا وهذا إذا جاز في شريعتهم فإنه غير ملزم لغيرهم؛ لأن الله تعالى لم يكلف الناس ما يشق عليهم
1 / 182