162

The Clear Statement on the Biography of the Master of the Messengers

القول المبين في سيرة سيد المرسلين

Penerbit

دار الندوة الجديدة بيروت

Lokasi Penerbit

لبنان

Genre-genre

إقبال الناس على الدخول في الدين الإسلامي، لأنهم لم يروا فيه عنتًا أو مشقة، وإنما وجدوا يسرًا وفضائح يصلح بها حالهم ويستقيم أمرهم في الدنيا والآخرة، مع ما كان لهم من استعداد وترقب لرسول تحدثت به اليهود وأخبرت عنه الكتب السماوية، ولذلك زاد عدد الداخلين في الإسلام بيثرب زيادة واضحة، وأسلم على يد مصعب عدد كبير حتى لم تبق دار إلا وفيها مسلمون. وكان النبي ﷺ هادئ النفس، ولا تبدو عليه آثار التحمس للدعوة في الفترة التي كان الإسلام يتغلغل فيها في المدينة، وظنت قريش أن هدوء النبي ﷺ ما هو إلا أمارة من أمارات الانصراف عن الدعوة، بعد أن لقي من قريش وثقيف أنواع العذاب، ولذلك رأت أن تخفف من اضطهادها له. ولكن الحقيقة هي أن محمدًا ﷺ حول اهتمامه من قريش في مكة إلى أهل يثرب الذين كانوا دعاة صادقين وأنصارًا متحمسين، لأن نفوسهم كانت متلهفة إلى دين يوحد كلمتهم ويجمع صفوفهم، ويطهر نفوسهم من العداوة والبغضاء والفرقة والاختلاف، فجاءت تعاليمه على يد أولئك الذين أسلموا وكأنها الدواء الشافي لأمراضهم وعللهم. ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾ ١. وكان الرسول ﷺ يفكر في مصعب أثناء غيبته ويفكر في أهل المدينة، ويدعو لمصعب بالتوفيق، ولأهل المدينة بالخير والهداية. وقد أخذ يتحرى أخباره، وما لاقاه من الأوس والخزرج، هل لبوا النداء؟ وهل أجابوا داعي الله؟

١ سورة آل عمران، الآية ١٠٣.

1 / 165