211

نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان

نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان

Genre-genre

وفي حديث أبي هريرة: " ... وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة". وعن أبي أمامة ﵁، عن النبي ﷺ قال: "لله عند كل فطر عتقاء" (١) . رسول الله ﷺ أجود الناس: وقد جبل الله نبيه ﷺ على أكمل الأخلاق وأشرفها، وكان ﷺ فيّ أجود بني آدم. في الصحيحين عن ابن عباس ﵄ قال: كان النبي ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله ﷺ حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وزاد أحمد في آخره "لا يسأل عن شيء إلى أعطاه". قال ابن حجر في "الفتح" (٤/١٣٩): "قال الزين بن المنير: وجه التشبيه بين أجوديته ﷺ بالخير وبين أجودية الريح المرسلة أن المراد بالريح ريح الرحمة التي يرسلها الله تعالى لإنزال الغيث العام الذي يكون سببًا لإصابة الأرض الميتة وغير الميتة، أيْ فيعم خيره وبره مَنْ هو بصفة الفقر والحاجة، ومَنْ هو بصفة الغنى والكفاية أكثر مما يعمّ الغيث الناشئة عن الريح المرسلة". * وفي الصحيحين عن أنس ﵁ قال: كان رسول الله ﷺ أحسن الناس وأشجع الناس، وأجود الناس. "وكان جوده بجميع أنواع الجود، من بذل العلم والمال، وبذل نفسه لله تعالى في إظهار دينه، وهداية عباده، وإيصال النفع إليهم بكل طريق، من إطعام

(١) صحيح: قال المنذري: رواه أحمد بإسناد لا بأس به، والطبراني والبيهقي، وقال: هذا حديث غريب من رواية الأكابر عن الأصاغر، وهو رواية الأعمش عن الحسين بن واقد وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" رقم (٩٩١) .

1 / 222