The Book of Manners
الأدب الصغير ت خلف
Penerbit
دار ابن القيم بالإسكندرية
Genre-genre
وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يُحْصِيَ عَلَى نَفْسِهِ مَسَاوِيَهَا فِي الدِّينِ [وَفِي الرَّأْيِ] (١) وَفِي الْأَخْلاَقِ وَفِي الْآدَابِ، فَيَجْمَعُ ذَلِكَ كُلَّهُ فِي صَدْرِهِ أَوْ فِي كِتَابٍ، ثُمَّ يُكْثِرُ عَرْضَهُ عَلَى نَفْسِهِ، وَيُكَلِّفُهَا إِصْلاَحَهُ، وَيُوَظِّفُ ذَلِكَ عَلَيْهَا تَوْظِيفًا مِنْ إِصْلاَحِ الْخَلَّةِ (٢) وَالْخَلَّتَيْنِ وَالْخِلاَلِ فِي الْيَوْمِ أَوِ الْجُمُْعَةِ أَوِ الشَّهْرِ.
فَكُلَّمَا أَصْلَحَ شَيْئًا مَحَاهُ، وَكُلَّمَا نَظَرَ إِلَى مَحْوٍ اسْتَبْشَرَ، وَكُلَّمَا نَظَرَ إِلَى ثَابِتٍ اكْتَأَبَ.
وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَتَفَقَّدَ مَحَاسِنَ النَّاسِ وَيَحْفَظَهَا عَلَى نَفْسِهِ (٣)، وَيَتَعَهَدَهَا بِذَلِكَ مِثْلَ الَّذِي وَصَفْنَا فِي إِصْلاَحِ الْمَسَاوِئِ.
وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ لاَ يُخَادِنَ (٤) وَلاَ يُصَاحِبَ وَلاَ يُجَاوِرَ مِنَ النَّاسِ - مَا
_________
(١) ما بين المعقوفين ساقط من "ك".
(٢) الْخَلَّة: الْخَصْلَة، والجمع: خِلاَل.
(٣) سُئِلَ ابنُ المقفعِ: مَن أدبك؟ قال: «نفسي؛ كنت إذا رأيت من غيري حسنًا أتيته، وإذا رأيت قبيحًا أبيته». ويُروى أن نبي الله عيسى (ﷺ) قيل له: مَن أدبك؟ فقال: «ما أدبني أحد، ولكن رأيت جهل الجاهل فاجتنبته» قال الإمام أبو حامد الغزالي في كتابه "بداية الهداية": " ولقد صدق (على نبينا وعليه الصلاة والسلام) .. فلو اجتنب الناس ما يكرهونه من غيرهم؛ لكملت آدابهم، واستغنوا عن المؤدِّبين " ا. هـ
(٤) الْخِدْن والْخَدِين: الصاحب والصديق، والجمع: أَخْدَانٌ وَخُدَنَاءٌ، يقال: خَادَنْتُ الرَّجُلَ مخادنَةً ... قال أبو زيد: خادنت الرجل: صادقته. ورجل خُدَنَةٌ: كثير الأخدان. "مقاييس اللغة" للعلامة ابن فارس ﵀، و"اللسان".
1 / 29