267

الأساس في السنة وفقهها - السيرة النبوية

الأساس في السنة وفقهها - السيرة النبوية

Penerbit

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة

Edisi

الطبعة الثالثة

Tahun Penerbitan

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

Genre-genre

فقال مالك؟ فقال النبي ﷺ "خل عني" قال: عَلِمَ الله لا أخلي عنك أو تخبرني ما شأنك فلقد أصابك شيء، فلما علم النبي ﷺ أنه غير مخلٍ عنه أخبره، فقال: "إن أبا جهلٍ أمر فطُرح علي فرثٌ" فقال أبو البختري: هلم إلى المسجد، فأتى النبي ﷺ وأبو البختري فدخلا المسجد، ثم أقبل أبو البختري إلى أبي جهل فقال: يا أبا الحكم أنت الذي أمرت بمحمدٍ ﷺ فطرح عليه الفرثُ؟ قال: نعم، قال: فرفع السوط فضرب به رأسه، قال: فثار الرجال بعضها إلى بعضٍ، قال: وصاح أبو جهلٍ: ويحكم هي له، إنما أراد محمد ﷺ أن يلقي بيننا العداوة وينجو هو وأصحابه. وفي رواية فلما رفع رسول الله ﷺ رأسه حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أما بعدُ، اللهم عليك بالملأ من قريشٍ".
١٣٦ - * روى أبو يعلي والطبراني عن عمرو بن العاص قال: ما رأيت قريشًا أرادوا قتل رسول الله ﷺ إلا يومًا ائتمروا به وهم جلوس في ظل الكعبة، ورسول الله ﷺ يصلي عند المقام، فقام إليه عقبة بن أبي مُعيط فجعل رداء في عنقه ثم جذبه حتى وجب لركبتيه، وتصايح الناس وظنوا أنه مقتول، قال: وأقبل أبو بكر يشتدُّ حتى أخذ بضبع رسول الله ﷺ من ورائه وهو يقول: أتقتلون رجلًا أن يقول ربي الله؟ ثم انصرفوا عن النبي ﷺ.
فقام رسول الله ﷺ فلما قضى صلاته مر بهم وهم جلوسٌ في ظل الكعبة فقال: "يا معشر قريش أنا والذي نفسي بيده ما أُرسلت إليكم إلا بالذبح" وأشار بيده إلى الحلق، فقال له أبو جهل: يا محمد ما كنت جهولًا. فقال رسول الله ﷺ: "أنت منهمْ".
١٣٧ - * روى أبو يعلي والبزار عن أنس بن مالك قال: لقد ضربوا رسول الله ﷺ مرة حتى غُشي عليه، فقام أبو بكر فجعل ينادي: ويلكم أتقتلون رجلًا أن يقول ربي الله، فقالوا: من هذا؟ فقالوا: أبو بكر المجنونُ

١٣٦ - قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ١٦): رواه أبو يعلي والطبراني وفيه محمد بن عمرو عن علقمة وحديثه حسن، وبقية رجال الطبراني رجال الصحيح.
وجب: سقط. الضبع: وسط العضد. جهولًا: جهل فلان على غيره، جهلًا، وجهالة: جفا وتسافه.
١٣٧ - البزار: كشف الأستار (٣/ ١٢٥) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ١٧): رواه أبو يعلي والبزار. وراد فتركوه وأقبلوا على أبي بكر ورجاله رجال الصحيح.
خشي عليه: أغمي عليه. ويلكم: من الويل وهو حلول الشر، أو هي كلمة عذاب، وقيل إنها واد في جهنم.

1 / 277