منهج الأشاعرة في العقيدة - الكبير
منهج الأشاعرة في العقيدة - الكبير
Penerbit
دار منابر الفكر
Genre-genre
ألم يكونا - رحمهما الله - صادقين منصفين، إن لم نقل متساهلين!.
بل نقول: إن من اقتصر على هذا القدر يكون متساهلًا في حق الأشاعرة المتأخرين الذين صرحوا بأن الأخذ من الكتاب والسنة أصلٌ من أصول الكفر، فهؤلاء أعظم مصيبةً وبلاءً ممَّن تحدث عنهم شيخا الإسلام.
الحقيقة أن موقف الأشاعرة - في جملتهم - من النصوص يذكرنا بموقف ابن عبد ياليل الثقفي من النبي ﷺ لما عرض عليه الدعوة فقال: (إن كنت رسولًا من الله كما تقول، لأنت أعظم خطرًا من أن أرد عليك الكلام، وف كنت تكذب على الله ما ينبغي لي أن أكلمك) (١).
بل - لعمر الله - إن هؤلاء مع إيمانهم بالرسول أشد موقفًا منه من وجه، فإنهم قالوا: إن كان ما جئتنا به وصلنا متواترًا أوَّلناه حسب قواطعنا العقلية، وأذواقنا الكشفية، وإن وصلنا آحادًا رددناه بالجملة، فهو أهون من أن نتشاغل به (٢)!!.
وقد أحسن شيخ الإسلام ﵀، وشفى في الإلزام القاطع الذي ألزم به الأشاعرة في (الفتوى الحموية)، وتعرض بسبب ذلك للبلاء العظيم منهم على ما هو معروف في سيرته.
قال ﵀: «لئن كان ما يقوله هؤلاء المتكلمون المتكلفون هو
(١) سيرة ابن هشام (٢/ ٣٣)، تحقيق الهراس. (٢) انظر كلام الرازي والجويني المتقدم.
1 / 142