The Arabs in Sicily
العرب في صقلية
Penerbit
دار الثقافة
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٩٧٥
Lokasi Penerbit
بيروت - لبنان
Genre-genre
جهاد متسع الأطراف سنة ٢٨٩ استطاع فتح طبرمين وكان وقع الخبر على سماع الإمبراطور مؤلمًا (١) . وارتكز هم إبراهيم في منطقة دمنش، ولكن منيته لم تهمله ليتم فتح هذه المنطقة، وأخذت الفتن المحلية تشغل بال المسلمين، ووافق ذلك ظهور العبيديين وسقوط الأغالبة، وكان هم أول وال عبيدي على صقلية أن يحارب دمنش، ولكن استمرار الفتن مدة طويلة أراح شرق الجزيرة من إلحاح الجيش الإسلامي، حتى طبرمين التي افتتحها إبراهيم عمرت من جديد واضطر أحد ولاة الكلبيين على جزيرة أن يعاود فتحها سنة ٣٥١ هـ، ويهدمها. وبقيت المنطقة الشرقية غير معترفة تمامًا بسلطان المسلمين إلى آخر أيامهم في الجزيرة. وقنع منها الولاة بالجزية ووجهوا همتهم إلى الفتح في جنوبي إيطاليا أو إلى صد الروم عن إنجاح محاولاتهم للاستيلاء على شيء في الجزيرة.
٤
- الفتن الصقلية في فترة الانتقال من يد الأغالبة إلى بني
أبي الحسين الكلبيين
طال عهد الشقاق والفتنة بصقلية عند تغير الحكومة في أفريقية بزوال دولة الأغالبة وقيام العبيديين، وربما كانت تلك الفتن المتكررة (٣٠٠ - ٣٢٧) تعبيرًا عن محاولات للاستقلال، وشعورًا داخليًا من شيوخ الجزيرة بكرههم للتبعية لأفريقية، ولكنها لم تكن كذلك في كل مظاهر العصيان، بل كانت أحيانًا أخرى مسببة عن كره بعض الولاة للحكومة الشيعية الجديدة وميلهم بعواطفهم إلى الخلافة العباسية، ومنذ هذا الحين نجد صقلية أولا، وشمالي أفريقية ثانيًا، مسرحًا للتنافس بين الخلافتين العباسية والفاطمية، وكانت الفتن في أحيان أخرى نتيجة ظلم الولاة واعتبارهم صقلية كنزًا يغترفون منه ما يملأ جيوبهم وخزانة دولتهم بالمال. وضرب الصقليون في هذه الفترة أمثلة كثيرة في التقلب وعدم الثبات على حال، وفي فزعهم إلى العدو الخارجي يستغيثون
_________
(١) عن ابن الأثير ٧/٩٤ والمكتبة: ٢٤١.
1 / 39