Revolusi Islam dan Pahlawan Nabi: Abu al-Qasim Muhammad bin Abdullah
ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله
Genre-genre
رايته فيه يوم فتح مكة، والبئر لا تزال موجودة إلى الآن خلف المسجد، وقد تجاوز العمران عن حد هذه البئر كثيرا إلى صوب المعلاة.
وقيل إن أول من بنى بيتا بمكة سعد بن عمرو السهمي، وكان فيها نظام يحد حقوق الملك كالنظم الحديثة التي تفرضها الحكومات أو المجالس البلدية في بعض الخطط والناحيات من المدن، وهي قيود وضعت للمصلحة العامة. ومن تلك القيود في مكة أنه لا ينبغي لمن يبني بمكة بيتا أن يرفع بناءه على بناء الكعبة، وهذا القيد ديني لأنه لا يجوز أن يرتفع بناء على بيت الله. وكانت هذه القاعدة متبعة في زمن الصحابة؛ فإن بعضهم كان يأمر بهدم البيت الذي يعلوها. وقال الأزرقي: «سميت الكعبة كعبة لأنه لا يبتنى بمكة بناء مرتفع عليها.» وهذا تعليل خاطئ؛ لأن الكعبة بنيت قبل عمران القرية، ولكن مؤرخي العرب لا يحققون!
أما الصحابي الذي كان يهدم البيوت العالية فهو شيبة بن عثمان، كان يشرف فلا يرى بيتا مشرفا على الكعبة إلا أمر بهدمه. وقد سميت الكعبة لأن شكلها مكعب، ولسبب شعري، وهو دق إسماعيل بكعبه عند زمزم.
كان أهل مكة قبل الإسلام يعيشون على المبادئ التي عاش عليها آباؤهم من قبل، وكانت الكعبة مركز دائرة هذه البلدة، وقد التف حولها بنو كنانة وجعلوا فصيلهم أقرب الناس إلى ذلك المعبد الذي يقدسه لفيف من القبائل المتحالفة عرفوا باسم «الأحابش»، وهم أصل سكان هذا المكان وذووه، بل هم العنصر الأهلي أو الوطني الذي يطلق عليه وصف
native
أو
Indigêne
في العصر الحديث. فهؤلاء الأحابش هم أصحاب الأرض، وبنو كنانة هم النزلاء الذين أسسوا جالية حول الحرم، وكان موسم الحج الذي يحتفل به في شهر ذي الحجة من كل عام في مكة وعرفة وقزح؛ مصدر خير عميم لجميع القبائل التي تقيم في مكة أو على مقربة منها، فلم يكن عيدا دينيا فقط، بل كان موسما تصحبه حركة تجارية تدر أرباحا عظيمة على أهل مكة؛ لأنهم كانوا يبيعون بضائعهم التي جلبوها من الشام لقبائل البدو، ويشترون منهم منتجات الأنعام والنخيل.
وقد عرفت قريش بمكة لأن تلك القبيلة هي التي احتلت نواحيها وعمرتها؛ ففي كتاب المنتقى في أخبار أم القرى للفاكهي أن قريشا ثلاثة أصناف: (1) قريش الأباطح أو قريش البطاح. و(2) قريش الظواهر. و(3) آخرون ليسوا من هؤلاء ولا أولئك.
أما قريش الأباطح فبنو عبد مناف وأسد بن عبد العزى بن قصي وزهرة وتيم وبنو مخزوم. وقريش الظواهر بنو الأدرم بن غالب، وبنو محارب، وبنو فهر، وبنو معيص. وأهل الصنف الثالث منهم من خرجوا من مكة وتنحوا عن البلاد، منهم أسامة بن لؤي بعمان، وجشم باليمامة؛ أي إنهم هاجروا ونزحوا. ولا شك في أن قصيا هو الذي وضع هذا النظام القبلي؛ لأنه أدخل الأباطح معه في بطن مكة وأسكن الآخرين بالظواهر، أما طبقاتهم فكانت ست طبقات: (1)
Halaman tidak diketahui