Revolusi Islam dan Pahlawan Nabi: Abu al-Qasim Muhammad bin Abdullah
ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله
Genre-genre
ولما نجا إسماعيل من الذبح عاش عيشة هادئة مع زوجته؛ وهي رعلة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي. ورزق اثني عشر ولدا، منهم نابت وقيدار وقطورا، ولما مات إسماعيل في سن متقدمة جدا؛ ولي البيت بعده ابنه نابت، ونشر العرب من نابت وأخيه قيدار.
ومات نابت في حياة جده مضاض بن عمرو الجرهمي؛ فضم بني نابت وبني جرهم وصار ملكا عليهم، ونازعه الملك السميدع.
5
مكة المكرمة قبل الإسلام
مكة أكبر مدن الحجاز، تبعد عن جدة مسيرة خمسة وأربعين ميلا شرقا، كانت تقطعها الإبل قبل السيارات في مرحلتين، وتستريح براكبيها في بحرا أو جدة في «بطن مر». أما بعد ذيوع السيارات فساعتان كافيتان لبلوغ مكة، ويمكن تحديد موضعها جغرافيا بالدرجة 21 من خطوط العرض شمالا، و40 من خطوط الطول شرقا.
والمدينة تدهش زائرها بجدبها وجفافها، فإنها وحرمها تكاد تكون أعقم بقعة يقع عليها البصر؛ فهي جد قحلاء، جرداء، لا تطمئن العين فيها إلى خضرة يانعة، أو عين ماء جارية، فلا حديقة ولا بستان ولا شجرة ولا نخيل ولا أعناب، كأن جدبها وتحجر أرضها وشح الطبيعة عليها بما يطفئ الظمأ ويغذي الجسم ويبهج النفس؛ مقصود بالذات. وسنثبت أن حالة هذا الوادي من أكبر الأدلة المستفادة من علوم الاقتصاد والحياة والنفس على صدق النبي في دعوته ووحيه ووعود القرآن ووعيده. أما الجدب والعقم فقد جاء وصفهما في القرآن على لسان إبراهيم وهو يودع زوجته وولده:
ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون (سورة إبراهيم).
ولو كلف إبراهيم باختيار أقسى أرض الجزيرة قلبا وأصلدها صخرا، وأشدها قيظا وأحرقها شمسا ليودع رفيقة فراشه وفلذة كبده لم يكن ليختار بقعة غير هذه البقعة الواقعة وسط تلال وهضاب خشنة تقطعها وتخترقها «محيرة»
1
من الأودية الضيقة والمعابر المختنقة بين الصخور، كأنها حصن طبيعي أحاطه الجبار الذي شاده بالمهاوي والمفاوز، وحمى ذماره بجبال ووهاد ومصاعد ومهابط أقوى على صد الهجمات من جدران القلال وسنان الأسلاك الشائكة، ثم تنساب أرض ذلك الوادي، وتبرز بروزا ظاهرا في تهامة المنخفضة حيال شواطئ البحر الأحمر، ولكن تعود تلك الأرض فتحتجب بالجبال التي تعوق مسيرها وتقف خاشعة في انخفاضها حيال الجبال التي تحد من الغرب وادي «مر»، وإذا افترضنا طائرة تعلو سماء مكة، وقد علتها طائرات أثناء الحرب (كتاب الأعمدة السبعة أو ثورة العرب، تأليف لورنس) وألقى ذاك الذي امتطى صهوتها ليسبح في الفضاء نظرة، لرأى مكة أشبه الأشياء بسلحفاة رأسها إلى الجنوب وذيلها إلى الشمال، وقد تحلى ظهرها المبرقش بالكعبة ودار الندوة في الوسط، والصفا والمروة والمسعى ومولد فاطمة عن الشمال، وشعب المولد والخندمة والمدعى وأجياد عن اليمين، وانتثرت تحت ناظريه في شتى الأجزاء من ظهر تلك السلحفاة الضخمة (التي تحركت ببطء من ملة إبراهيم إلى عبادة الأوثان، ومن أصنام عمرو بن لحي إلى عقيدة التوحيد ودين الإسلام) سوق الليل وأبو قبيس والمعلاة وقيقعان وسوق الصغير والمسفلة والجبل الأحمر والماجن وجبل عمر.
Halaman tidak diketahui