11
اقتربت وهي تحييه بابتسامة متكلفة، وضح له انشغالها فقال: لست كعادتك!
راحت تدور في المكان وهي تتفحصه: ما لك؟ - فقدت أشياء مهمة. - هنا؟ - كانت معي في جلسة الأمس. - وما هي؟ - مذكرة خاصة بعملي، ومبلغ تافه من النقود. - أأنت متأكدة من أنك فقدتها هنا؟ - لست متأكدة من شيء. - عم عبده يكنس المكان، والزبال يأخذ الزبالة في الصباح.
جلست على فوتيل وهي تقول: لو أنها سرقت فلماذا لم يأخذ السارق الحقيبة كلها؟ لماذا يأخذ المذكرة ويترك كيس النقود؟ - لعلها سقطت منك؟ - كل شيء ممكن. - أهي خسارة لا تعوض؟
وقبل أن تجيبه اهتزت العوامة وارتفعت الأصوات. رجته بسرعة أن ينسى الموضوع وألا يعيد ذكره، قالت ذلك وهي تنتقل إلى الشلتة. وتتابع دخول الصحاب حتى تم للمجلس تمامه، وتفرغ للجوزة بهمة ونهم، وكان على درجة من الإفاقة غير مألوفة، فنشطت في أعماقه شياطين متحفزة للعبث. واسترق إلى سمارة نظرة ماكرة، وقال مصطفى راشد مخاطبا سمارة: ثبت الآن أنك تجيئين مبكرة لتنفردي بأنيس!
فقالت بتسليم: ألا ترى أنه فارس أحلامي؟
فقال أحمد نصر: نحن فتيان، ولكنه في الأربعين.
وبدون دعوة ظهر عم عبده عند البارافان وهو يقول: غرقت عوامة في إمبابة.
التفتت الرءوس بشيء من الاهتمام، وسأله أحمد نصر: هل غرق أحد؟ - كلا ، ولكن غرقت المحتويات.
فقال خالد عزوز: نحن نعاني نقصا في المحتويات لا في الأفراد. - وجاء بوليس النجدة! - كان يجب أن يجيء أيضا بوليس الآداب.
Halaman tidak diketahui