أجاب علي السيد: أحيانا ينظر إلى السماء، وأحيانا يركز في ذاته، وثالثة يؤكد أنه قريب ولكن اللغة خرساء، وقد نصحه خالد بأن يعرض نفسه على طبيب غدد! - على أي حال فهو من حزب الجدية؟ - كلا، إن مطلقه عبثي! - أيمكن أن نعده فيلسوفا؟ - بمعنى عصري للفلسفة إن شئت، الفلسفة التي تجمع بين السرقة والسجن والشذوذ الجنسي على طريقة جينيه.
وتذكر آخر لقاء مع نيرون. كلا لم يكن وحشا كما قيل. قال إنه لما وجد نفسه إمبراطورا قتل أمه، فلما صار إلها أحرق روما، وقبل ذلك كان مجرد إنسان عادي فعشق الفن. وقال إنه لذلك كله ينعم في جنة الخلد. وضحك عاليا فما يدري إلا والأنظار تتجه إليه وسمارة تسأله: جاء دورك يا ولي الأمر، فما همك الأول؟
ودون تردد أجاب: أن أرافقك!
وضج المكان بالضحك، وقال رجب باندفاع: ولكن.
ثم استرد انتباهه بسرعة، فسكت فعاد الضحك أشد من الأول، ورغم الحرج ألحت سمارة على استجوابه ، فأجاب عنه أحمد نصر قائلا: أن يقتل المدير العام.
فضحكت قائلة: أخيرا وجدت شخصا جادا! - ولكنه لا يفكر في ذلك إلا في لحظات الإفاقة! - ولو!
ورجع عم عبده فوقف عند البارافان وهو يقول: انتحرت المرأة لخلاف مع عشيقها!
وحل الصمت مليا حتى قال عزوز: خير ما فعلت. غير الجوزة يا عم عبده.
وتمتمت سمارة: لم يزل في الدنيا حب!
فعاد خالد يقول: انتحرت المرأة وهي على الأرجح جادة، أما نحن فلا ننتحر.
Halaman tidak diketahui