Budaya Islam di India
الثقافة الإسلامية في الهند
Genre-genre
معيار الفضيلة في هذه الطبقة
اعلم أن معيار الفضيلة ينقلب على مر الدهور ومضي العصور، فكان الفقه وأصوله معيار الفضيلة لأهل هذه الطبقة، كما أن المنطق والحكمة معيارها في هذا الزمان، فكان الفقه عمدة بضاعتهم ذلك اليوم؛ ولذلك كثرت فيهم الفتاوى والروايات، ورفض عرض الفقه على الكتاب والسنة وتطبيق المجتهدات بالسنن المأثورة عن النبي
صلى الله عليه وسلم ، وكان قصارى نظرهم في الحديث «مشارق الأنوار للصغاني»، فإن ترفع أحد إلى مصابيح السنة للبغوي، ظنوا أنه قد وصل إلى درجة المحدثين، وما ذاك إلا لجهلهم بالحديث.
حكي عن الشيخ نظام الدين البدايوني أنه كان يسمع الغناء والعلماء ينكرون عليه في ذلك، فلما أصر الشيخ على السماع رفعوا تلك القصة إلى غياث الدين تغلق شاه الدهلوي ملك ذلك العصر، فأمر السلطان بإحضار الشيخ، وأمر الفقهاء والقضاة أن يناظروه في تلك المسألة، فعرض الشيخ نظام الدين المذكور الأحاديث المروية في إباحة السماع، فردها الفقهاء، وقالوا: إن الروايات الفقهية مقدمة على الأحاديث في بلدنا هذا. وقال بعضهم: إنا لا نشتهي أن نسمع هذه الأحاديث التي تمسك بها الشافعي وهو عدو مذهبنا. فانظر إلى هذه الأقوال الواهية المخذولة المطرودة، وما تفوهوا بها إلا بجهلهم بالحديث، أعاذنا الله سبحانه من ذلك.
وحكي أن الشيخ شمس الدين المصري المحدث قدم الهند في أيام السلطان علاء الدين الخلجي، فلما وصل إلى ملتان ولقي بها الفقهاء وسمع كلامهم رجع إلى بلاده، وبعث رسالة إلى السلطان المذكور وشنع فيها على أن الفقهاء في بلاده لا يعتنون بأحاديث النبي المعصوم
صلى الله عليه وسلم ، ولكن الفقهاء لما وقفوا على تلك الرسالة منعوها عن السلطان المذكور، ذكره القاضي ضياء الدين البرني في تاريخه. (2-2) الطبقة الثانية
خربت ملتان في آخر القرن التاسع، فخرج العلماء من درياهم فسكن بعضهم ببلدة لاهور وبعضهم انتقل إلى غير ذلك المقام، منهم الشيخ عبد الله بن الهداد العثماني التلنبي، فإنه وفد إلى دهلي، وصاحبه عزيز الله ذهب إلى سنبهل، فاحتفى بهما السلطان إسكندر بن بهلول اللودي ملك الهند ورفع منزلتهما، حتى إنه كان يجيء عند عبد الله المذكور بنفسه ويختفي في إحدى زوايا المدرسة ويحتفظ بدروسه، وكان عبد الله المذكور من تلامذة عبد الله اليزدي شارح التهذيب، فأدخل المطالع والمواقف لعضد الدين الإيجي، ومفتاح العلوم للسكاكي في دروس العلماء، فتلقاها الناس بالقبول وصارت متداولة في زمانه. قال عبد القادر بن ملوك شاه البدايوني في تاريخه: إن الشيخ عبد الله التلبني بدهلي والشيخ عزيز الله ببلدة سنبهل كانا من العلماء الكبار في عهد السلطان إسكندر بن بهلول اللودي، قدما من بلدة ملتان بعد خرابها فروجا العلوم العقلية في هذه البلاد، وما كان قبلهما في نظام الدرس غير شرح الصحائف في الكلام، وغير شرح الشمسية في المنطق. انتهى.
وفي هذه الطبقة
وفي هذه الطبقة أضيفت في نظام الدرس كتب أخرى، كشرح المطالع وشرح المواقف للسيد الشريف، والتلويح والمطول والمختصر وشرح العقائد للتفتازاني، وشرح الوقاية لصدر الشريعة، وشرح الكافية للجامي مقام اللب والإرشاد، على سبيل التدريج؛ لأن العلماء الذين وفدوا من خراسان كانوا من تلامذة السيد الشريف أو من أصحاب التفتازاني، وبعضهم من تلامذة العارف الجامي، فأدخلوا كتب أساتذتهم في نظام الدرس. (2-3) الطبقة الثالثة
واعلم أن الناس كانوا يتهافتون على المنطق والحكمة تهافت الظمآن على الماء، ويزيدون فيهما في كل ناحية من نواحي الهند، فلما جاء الخطيب أبو الفضل الكاذروني وعماد الدين محمد الطارمي إلى بلاد گجرات والأمير فتح الله الشيرازي إلى بيجاپور، وأتوا بمصنفات المحقق الدواني والصدر الشيرازي والفاضل مرزاجان تلقاها الناس بالقبول، واشتهر الشيخ وجيه الدين العلوي الگجراتي من بينهم، فأجرى عيون الحكمة على أهل الهند، وصنف ودرس زمانا طويلا، فتخرج عليه جماعات من الفضلاء منهم القاضي ضياء الدين النيوتني، وأخذ عنه الشيخ جمال الكوروي وأخذ عنه لطف الله الكوروي، وأخذ عنه الشيخ أحمد بن أبي سعيد الإمينهوي والشيخ علي أصغر القنوجي والقاضي عليم الله الگچندوي والشيخ محمد زمان الكاكوروي وخلق آخرون، وكلهم درسوا وأفادوا.
Halaman tidak diketahui